للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُميِّزُها عن غيرِها؛ دَفعًا للاشتِباهِ، ويَقولُ في الخامِسةِ: «أنَّ لَعنةَ اللهِ عليه إنْ كانَ مِنْ الكاذِبِينَ فيما رَماها به مِنْ الزنا».

وإنْ كانَ ثَمَّ وَلدٌ يَنفيهِ عنه يَذكرُه في كُلٍّ مِنْ الكَلِماتِ الخَمسِ؛ ليَنتفيَ عنه، ويَقولُ في كُلٍّ منها: «وإنَّ الوَلدَ الذي وَلدَتْه -إنْ كانَ غائبًا-، أو هذا الوَلدُ -إنْ كانَ حاضِرًا- مِنْ زِنًا وليسَ هو منِّي»؛ لأنَّ كلَّ مَرَّةٍ بمَنزلةِ شاهدٍ، فلو أغفَلَ ذِكرَ الوَلدِ في بَعضِ الكلماتِ احتاجَ إلى إعادةِ اللعانِ لنَفيِه.

ثمَّ تَقولُ هي: «أشهَدُ باللهِ إنه لَمِن الكاذِبِينَ فيما رَماني به مِنْ الزنا»، والخامِسة: «أنَّ غَضَبَ اللهِ عليَّ إنْ كانَ الزوجُ مِنْ الصادِقِينَ فيه»، وتُشيرُ إليهِ في الحُضورِ وتُميِّزُه في الغِيبةِ كما في جانبِه في الشَّهاداتِ الخَمسِ.

ولو أبدَلَ لَفظَ شَهادةٍ بحَلِفٍ ونحوِه، أو غَضَبٍ بلَعنٍ ونحوِه، أو عَكسُه، أو ذكَرَ الغَضبَ واللَّعنَ قبلَ تَمامِ الشهاداتِ؛ لم يَصحَّ في الأصَحِّ؛ لأنَّ المُراعَى هُنا اللَّفظُ ونَظمُ القُرآنِ (١).

وصِفةُ اللِّعانِ عندَ الحَنابلةِ: أنْ يَقولَ الزوجُ أربَعَ مرَّاتٍ: «أشهَدُ باللهِ إني لَمِن الصادِقِينَ فيما رَميتُها به مِنْ الزنا»، ويُشيرُ إليها إنْ كانَتْ حاضِرةً،


(١) «روضة الطالبين» (٥/ ٦٨٠، ٦٨١)، و «النجم الوهاج» (٨/ ١٠٣، ١٠٤)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٦٧، ٦٨)، و «تحفة المحتاج» (٩/ ٧٢٦، ٧٢٩)، و «نهاية المحتاج» (٧/ ١٣٢، ١٣٤)، و «الديباج» (٣/ ٥٣٤، ٥٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>