للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أنَّ العُلماءَ عندَهم بَعضُ الخِلافِ في هذهِ الصِّيغةِ، وكلُّه خِلافٌ مُتقارِبٌ، وبَيانُه فيما يلي:

صِفةُ اللِّعانِ عندَ الحَنفيةِ: ما ذُكرَ في كِتابِ اللهِ تَعالى، وهو أنْ يَبتدئَ القاضي بالزوجِ، فيَشهدُ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ، فيَقولُ في كلِّ مرَّةٍ: «أشهَدُ باللَّهِ أني لَمِن الصادقِينَ فيما رَميتُها به مِنْ الزِّنا»، ويَقولُ في الخامِسةِ: «لَعنةُ اللهِ عليه إنْ كانَ مِنْ الكاذبِينَ فيما رَمَيتُكِ به مِنْ الزنا»، وإنْ كانَ القَذفُ بوَلدٍ يَقولُ: «فيما رَمَيتُكِ به مِنْ نَفيِ الولَدِ»، وإنْ كانَ بهما يقولُ: «فيما رَميتُكِ به مِنْ الزنا ومِن نفيِ الوَلدِ»، ويُشيرُ إليها في جَميعِ ذلك؛ لزَوالِ الاحتِمالِ؛ لأنه قدْ يَقصدُ غيرَها بذلكَ.

ثمَّ تَشهدُ المَرأةُ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ، تَقولُ في كُلِّ مَرَّةٍ: «أشهَدُ باللَّهِ أنه لَمِن الكاذِبينَ فيما رَمَاني به مِنْ الزنا»، وتَقولُ في الخامِسةِ: «أنَّ غَضَبَ اللهِ عليها إنْ كانَ مِنْ الصادِقِينَ فيما رَمَاني به مِنْ الزنا»، وفي نَفيِ الوَلدِ تَذكرُه.

وإنما ذُكرَ الغَضَبُ في جانِبِها لأنَّ النساءَ يَستَعملنَ اللَّعنَ كثيرًا، فيكونُ ذِكرُ الغَضبِ أدعَى لهنَّ إلى الصِّدقِ.

ثمَّ اللَّعنُ يَتوقَّفُ على لَفظِ الشهادةِ، حتى لو قالَ: «أَحلِفُ باللَّهِ أني لَمِن الصادِقِينَ» أو قالَتْ هي ذلك لم يَصحَّ اللعانُ (١).


(١) «مختصر اختلاف العلماء» (٢/ ٥٠٣)، و «تحفة الفقهاء» (٢/ ٢٢٠، ٢٢١)، و «بدائع الصنائع» (٣/ ٢٣٧)، و «الهداية» (٢/ ٢٤)، و «تبيين الحقائق» (٢/ ١٧)، و «الاختيار» (٣/ ٢٠٧)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٥٦١، ٥٦٢)، و «اللباب» (٢/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>