١ - نَصَّ فُقهاءُ المَذاهبِ الأربَعةِ الحَنفيةُ والمالِكيةُ والشافِعيةُ والحَنابلةُ -وحكاهُ ابنُ قُدامةَ إجماعًا- على أنه إنْ وجَدَ رَقبةً في مِلكِه صالِحةً للتَّكفيرِ فاضِلةً عن كِفايتِه على الدَّوامِ وهو لا يَحتاجُ إلى خِدمتِها يَجبُ عليه تَحريرُها ولا يَنتقلُ إلى الصِّيامِ، قالَ الحَنفيةُ والشافِعيةُ: وسواءٌ كانَ عليهِ دَينٌ أو لم يَكنْ؛ لأنه واجِدٌ حَقيقةً.
٢ - أمَّا إنْ كانَ عندَه رَقبةٌ وهو مُحتاجٌ إلى خِدمتِها وهو ممَّن لا يَخدمُ نفسَه -بأنْ كانَ يَضعُفُ عن خِدمةِ نفسِه أو كانَ ممَّن يَقدرُ على خَدمةِ نفسِه إلا أنه ممَّن لا يَخدمُ نفسَه في العادةِ كذَوِي الهَيئاتِ مِنْ الناسِ- ولا يَجدُ ما يَشتري بهِ خادمًا يَخدمُه فاضِلًا عن كِفايتِه لم يَلزمْه العِتقُ، بل فَرضُه الصَّومُ عندَ الحَنفيةِ والشافِعيةِ والحَنابلةِ؛ لِمَا رُويَ «أنَّ رجُلًا أتَى النبيَّ ﷺ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ إني تَظاهَرْتُ مِنْ امرَأتي ثمَّ واقَعْتُها، فقالَ له النبيُّ ﷺ: «أَعتِقْ رَقبةً»، فضَربَ على صَفحةِ عُنقِه وقالَ: ما أجِدُ غيرَ هذهِ الرَّقبةَ، قالَ:«صُمْ شَهرَينِ مُتتابعَينِ»، قالَ: لا أستطيعُ، فقالَ:«أطعِمْ ستِّينَ مِسكينًا»، قالَ: لا أجِدُ، فأمَرَ النبيُّ ﷺ بتَمرٍ، فأُتِيَ به
(١) حَدِيثٌ صَحِيحُ: رواه أبو داود (٢٢١٣)، والترمذي (٣٢٩٩)، وأحمد في «المسند» (١٦٤٦٨)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢٣٧٨)، والحاكم في «المستدرك» (٢٨١٥).