للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهَبَ الشافِعيةُ في مُقابلِ الأصَحِّ إلى أنه يُشتَرطُ نيَّةُ التَّتابعِ كلَّ لَيلةٍ؛ لِيكونَ مُتعرِّضًا لخاصَّةِ هذا الصَّومِ؛ لأنَّ التَّتابعَ واجِبٌ كالصَّومِ، فلمَّا وجَبَ عليه نِيةُ الصَّومِ كلَّ ليلةٍ .. فكذلكَ نِيةُ التتابُعِ.

وفي قَولٍ ثالثٍ للشافِعيةِ أنه يُشترطُ نيَّةُ التتابعِ في الليلةِ الأُولى؛ لأنَّ التَّمييزَ يَحصلُ بهِ؛ لأنَّ الغَرضَ تَمييزُ هذا الصَّومِ عَنْ غيرِه بالتتابُعِ، وذلكَ يَحصلُ بالنِّيةِ أو لَيلةٍ منهُ (١).

وهوَ مذهَبُ المالِكيةِ، قالَ الخرشِيُّ : إذا كفَّرَ عن ظِهارِه بصَومِ شَهرينِ فلا بُدَّ أنْ يَنويَ تَتابُعَ الشهرينِ، ولا بُدَّ أنْ يَنويَ أيضًا بالصَّومِ الكفَّارةَ عَنْ ظِهارِه، ويَكفيه أنْ يَنويَ ذلكَ في أولِ لَيلةٍ مِنْ الشَّهرينِ، وكذلكَ كلُّ كفَّارةٍ واجِبةٍ فإنه لا بُدَّ أنْ يَنويَ بصَومِه التكفيرَ عَنْ تلكَ الكفَّارةِ (٢).

قالَ ابنُ قُدامةَ : وإنِ اجتمَعَتْ عليه كفَّاراتٌ مِنْ جِنسٍ واحِدٍ لم يَجبْ تَعيينُ سَببِها، وبهذا قالَ الشافِعيُّ وأبو ثَورٍ وأصحابُ الرأيِ، ولا نَعلمُ فيهِ مُخالِفًا (٣).


(١) «البيان» (١٠/ ٣٩٠، ٣٩١)، و «النجم الوهاج» (٨/ ٧٦)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٥٣)، و «شرح منتهى الإرادات» (٥/ ٥٥٤، ٥٥٥)، و «كشاف القناع» (٥/ ٤٤٦، ٤٥٢).
(٢) «شرح مختصر خليل» (٤/ ١٦٦)، ويُنظَر: «التاج والإكليل» (٣/ ١٥١)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٣/ ٣٨١)، و «تحبير المختصر» (٣/ ٢٨٩).
(٣) «المغني» (٨/ ٣٦)، ويُنظَر: «بدائع الصنائع» (٣/ ٢٣٧)، و (٥/ ٩٩)، و «البحر الرائق» (٤/ ١٠٩)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٤٧٢)، و «عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة» (٢/ ٥٦٠)، و «التوضيح في شرح ابن الحاجب» (٤/ ٥٥٤)، و «جامع الأمهات» ص (٣١٣)، و «روضة الطالبين» (٥/ ٥٩٩، ٦٠٠)، و «أسنى المطالب» (٣/ ٣٦٢)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٤٤، ٥٣)، و «شرح منتهى الإرادات» (٥/ ٥٦٠، ٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>