للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاصٍّ، فإذا لم يُوجَدِ الصَّوتُ لم تُوجَدِ الحُروفِ، فلم يُوجَدِ الكَلامُ عندَه ولا دَلالةُ الكَلامِ عندَنا، فلم يَكنِ استِثناءً، واللهُ المُوفِّقُ (١).

وقالَ في «الدُّر المُختار»: (مَسموعًا) بحَيثُ لو قَرَّبَ شَخصٌ أُذنَه إلى فيهِ يَسمعُ، فصَحَّ استِثناءُ الأصَمِّ.

قالَ ابنُ عابدِينَ : (قَولُه: مَسموعًا) هذا عندَ الهِندوانِيِّ، وهو الصَّحيحُ كما في «البَدائع»، وعندَ الكَرخيِّ ليسَ بشَرطٍ، (قَوله: بحَيثُ إلَخ) أشارَ به إلى أنَّ المُرادَ بالمَسموعِ ما شَأنُه أنْ يُسمَعَ وإنْ لم يَسمعْه المُنشِئُ لكَثرةِ أصواتٍ مَثلًا (٢).

وقالَ المالِكيةُ: يُشترطُ النُّطقُ بالاستِثناءِ بحَركةِ اللِّسانِ، ولا يُشترطُ سَماعُ نَفسِه، بل يَكفي سِرًّا بحَركةِ لِسانٍ، بأنْ يُحرِّكَ شَفتَيه وإنْ لم يُسمِعْ نَفسَه، ولا يُشترطُ الجَهرُ به، أمَّا إنْ أجراهُ على قَلبِه بلا نُطقٍ فلا يُفيدُه (٣).

وقالَ الشافِعيةُ: يُشترطُ أنْ يَتلفَّظَ بالاستثناءِ بحَيثُ يُسمِعُ نفسَه إنِ اعتَدلَ سَمعُه ولا عارِضَ، وإلا فلا يُقبَلُ.


(١) «بدائع الصنائع» (٣/ ١٥٥)، و «المحيط البرهاني» (٣/ ٥٣٦).
(٢) «الدر المختار مع حاشية ابن عابدين» (٣/ ٣٦٨)، و «الاختيار» (٣/ ١٧٦)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ٤٦٠).
(٣) «التاج والإكليل» (٢/ ٢٢، ٢٨٣)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٥٥، ٥٦)، و «شرح الزرقاني» (٣/ ٩٦)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٤٠٤)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٦٤)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٤/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>