قالَ الإمامُ مالِكٌ:«إذا لم يقدِرِ المَريضُ أن يَسجُدَ على الأرضِ فليُومِئ بظَهرِه ورَأسِه، ولا يَرفَع إلى جَبهتِه أو يَنصِب بينَ يَديهِ شَيئًا يَسجُدُ عليه، فإن فعلَ لم يُعِد».
قال ابنُ المُنذرِ ﵀: «وقال مالِكٌ: إذا لم يَستطِعِ السُّجودَ لا يَرفَع إلى جَبهتِه شَيئًا، ولا يَنصِب بينَ يَديهِ وِسادَةً ولا شَيئًا من الأشياءِ، وكان أبو ثَورٍ يَقولُ: وإن صلَّى المَريضُ قاعِدًا ولم يقدِر على السُّجودِ أَومَأَ إيماءً، وإن رفعَ إلى وَجهِه شَيئًا فسجدَ عليه، أجزأَه ذلكَ، والإيماءُ أحَبُّ إلَيَّ.
وقالت طائِفةٌ: لا يَرفَعُ إلى وَجهِه شَيئًا يَسجُدُ عليه، وإن وضعَ وسادةً على الأرضِ فسجدَ عليها أجزأَهُ ذلك إن شاءَ اللهُ، هذا قولُ الشافِعيِّ، وقد رَوَينا عن أُمِّ سَلمةَ: أنَّها كانَت تَسجُدُ على مِرفَقةٍ مِنْ رَمدٍ كان بها، ورُويَ عن ابنِ عبَّاسِ أنَّه رَخَّصَ في السُّجودِ على المِرفَقَةِ الظَّاهرةِ، ورَوَينا عن أنَسٍ أنَّه كانَ إذا اشتَكَى سجدَ على مِرفَقَةٍ.
٢٢٧١ - حدَّثنا إسحاقُ، قالَ: أخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنَا مَعمَرٌ، عن قَتادةَ، عن أُمِّ الحَسنِ، قالَت:(رَأيتُ أُمَّ سَلمةَ زَوجَ النَّبيِّ تَسجُدُ على مِرفَقةٍ مِنْ رَمدٍ كان بها).
(١) حَدِيثٌ حَسَنٌ: رواهُ ابنُ أبي شيبةَ في «المصَنَّف» (٢/ ٤٧٧)، وابنُ المُنذِرِ في «الأوسط» (٢٢٧١، ٢٢٧٢، ٢٢٧٣).