للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَرضِ، وَإِلا فأَومِئ إِيمَاءً وَاجعَل سُجودَكَ أَخفَضَ من رُكُوعِكِ» (١).

ورُويَ أنَّ ابنَ مَسعودٍ دخلَ على أخِيه يَعودُه فوجدَه يُصلِّي ويَرفَعُ إليه عُودًا فيَسجُدُ عليه، فنَزَعَ ذلك مِنْ يَدِ مَنْ كانَ في يَدِه، وقالَ: «هذا شَيءٌ عَرَضَ لَكُمُ الشَّيطَانُ، أَومِ لِسُجودِكَ» (٢).

ورَوى سالِمُ بنُ عَبد اللهِ بنِ عمرَ عن أبيه: أنَّه كانَ يَنهَى أَنْ يُصلِّيَ المَرِيضُ على العُودِ، وَقالَ: «مَنْ لَم يَستَطِعِ السُّجودَ فَليُومِئ إِيمَاءً» (٣).

وعن جَبَلَةَ بنِ سُحَيمٍ قالَ: سألتُ ابنَ عمرَ عن صَلاةِ المَريضِ على العُودِ فقالَ: «لا آمُرُكُم أن تتَّخِذوا من دُونِ اللهِ أوثانًا، إنِ استَطَعتَ أن تُصَلِّيَ قائِمًا، وإلا فقاعِدًا، وإلا فمُضطَجِعًا» (٤).

قال الكاسانِيُّ: فإن فعلَ ذلك يُنظَرُ إن كانَ يَخفِضُ رأسَه لِلرُّكوعِ شَيئًا، ثم لِلسُّجودِ، ثم يَلزِقُ بجَبينِه: يَجوزُ؛ لوُجودِ الإيماءِ لا لِلسُّجودِ على ذلك الشَّيءِ، فإن كانَتِ الوِسادةُ مَوضوعةً على الأرضِ وكانَ يَسجُدُ عليها:


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه الطَّبراني في «الكبيرِ» (١٢/ ٢٧٠)، وله شاهدٌ من حديثِ جابرٍ عند البيهقيِّ (٢/ ٣٠٦)، والبَزَّارُ (١/ ٢٧٥) قال الحافظُ في «بلوغِ المَرامِ» (١/ ٦٧): صحَّحَ أبو حاتمٍ وَقفَه. (أي: حديث جابر).
(٢) رواه الطَّبرانِيُّ في «الكبير» (٩/ ٢٧٨)، وابنُ أبي شيبةَ (١/ ٢٤٦)، وذكَرَه الهيثميُّ في المَجمَعِ (٢/ ١٤٩)، وقال: رواه الطَّبرانِيُّ في «الكبير» ورجالُه ثِقاتٌ.
(٣) رواه مالكٌ في «الموطأ» (٢٨٠) بروايةِ محمدِ بنِ الحسنِ، والطَّبرانِيُّ في «مُسندِ الشامِيِّين» (٤/ ٢٣٦) بإسنادٍ صحيح.
(٤) رواه ابنُ أبي شَيبَةَ في «المُصنَّفِ» (١/ ٢٤٥) بإسنادٍ صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>