ولو قالَ:«اسمُكِ طالِقٌ» لَم تَطلُقْ إنْ لَم يُردْ بهِ الذَّاتَ، فإنْ أرادَها بهِ طَلُقَتْ، وإنْ قالَ:«نَفْسُكِ -بإسكانِ الفاءِ- طالِقٌ» طَلُقَتْ؛ لأنَّها أصلُ الآدَميِّ، أمَّا بفَتحِ الفاءِ فلا؛ لأنهُ أجزاءٌ مِنَ الهَواءِ يَدخُلُ الرِّئةَ ويَخرُجُ مِنها، لا جُزءٌ مِنَ المَرأةِ ولا صِفةٌ لها، ولو قالَ:«حَياتُكِ طالِقٌ» طَلُقَتْ إنْ أرادَ بها الرُّوحَ، وإنْ أرادَ المَعنَى فلا، كسائرِ المَعاني، وإنْ أَطلَقَ فهوَ كالأوَّلُ.
تَنبيهٌ: الطَّلاقُ فيما مرَّ يقَعُ على الجُزءِ ثمَّ يَسرِي إلى باقي البَدنِ، كما في العِتقِ، فلو قالَ:«إنْ دَخلْتِ الدَّارَ فيَمينُكِ طالِقٌ» فقُطِعَتْ ثمَّ دَخلَتْ لم تَطلُقْ، كمَن خاطبَها بذلكَ، ولا يَمينَ لها كما قالَ، ولو قالَ لمَقطُوعةِ يَمينٍ مَثلًا:«يَمينُكِ» وذكَرَه على إرادةِ العُضوِ، ولو أنَّثَ قالَ:«يُمناكِ طالِقٌ» لَم يَقعْ على المَذهبِ المَنصوصِ؛ لفُقدانِ الَّذي يَسرِي منهُ الطَّلاقُ إلى الباقي كما في العِتقِ، وكما لو قالَ لها:«لِحْيتُكِ، أو ذَكَرُكِ طالِقٌ»(١).
وقالَ الحَنابلةُ: إذا قالَ: «نِصفُكِ، أو جُزءٌ مِنكِ -سواءٌ كانَ مُعيَّنًا أو مَشاعًا أو مُبهَمًا-، أو إِصبَعُكِ أو دَمُكِ طالِقٌ» طُلِّقَتْ، نَصَّ عليهِ؛ لصحَّتِه في البَعضِ، بخِلافِ زَوَّجتُكَ بعضَ وَليَّتِي، وذَكَر ابنُ البَنَّا: لا تُطلَّقُ بدَمِها كلَبنِها، وإنْ أضافَه إلى سَوادِها أو بَياضِها لَم يقعْ؛ لأنهُ عَرَضٌ، وقيلَ: بلَى، فإنْ قالَ: «يَدُكِ
(١) «الحاوي الكبير» (١٠/ ٢٤٢، ٢٤٤)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٤٧٣، ٤٧٤)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٥٠٨، ٥١٠)، و «الديباج» (٣/ ٤٢٠، ٤٢١)