«تَرغيب المُشتاقِ»: سُئِلَ الشَّمسُ الرَّمليُّ عن الحَلِفِ بالطَّلاقِ حالَ الغَضبِ الشَّديدِ المُخرِجِ عنِ الإشعارِ: هَلْ يَقعُ الطَّلاقُ أم لا؟ وهل يُفرَّقُ بيْنَ التَّعليقِ والتَّنجِيزِ أم لا؟ وهل يُصدَّقُ الحالِفِ في دَعواهُ شدَّةَ الغَضبِ وعَدم الإشعارِ؟
فأجابَ: بأنَّهُ لا اعتِبارَ بالغَضبِ فيها، نعَمْ إنْ كانَ زائِلَ العَقلِ عُذِرَ. اه. بحَذفٍ.
وقَولهُ: (وإنِ ادَّعَى زَوالَ شُعورِه): أي إدراكِهِ.
وقَولهِ (بالغَضبِ): أي بسَببِ الغَضبِ، وهوَ مُتعلِّقٌ بزَوالٍ (١).
وأمَّا الحَنابلةُ فقالَ الإمامُ ابنُ رَجبٍ الحَنبليُّ ﵀: ما يَقعُ مِنْ الغَضبانِ مِنْ طَلاقٍ وعِتاقٍ أو يَمينٍ، فإنَّه يُؤاخَذُ بذلكَ كلِّه بغَيرِ خِلافٍ.
وفي «مُسنَد الإمامِ أحمَدَ» عَنْ خَولةَ بنتِ ثَعلَبةَ امرأةَ أَوْسِ بنِ الصَّامِتِ أنَّها راجَعَتْ زَوْجَها فغَضِبَ فظاهَرَ منها، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قَدْ ساءَ خُلُقُه وضَجِرَ، وأنَّها جاءَتْ إلى النَّبيِّ ﷺ فجَعلَتْ تَشكُو إليهِ ما تَلقَى مِنْ سُوءِ خُلُقِه، فأنزَلَ اللهُ آيةَ الظِّهارِ، وأمَرَه رَسولُ اللهِ ﷺ بكفَّارِةِ الظِّهارِ في قِصَّةٍ طَويلةٍ، وخرَّجَها ابنُ أبي حاتِمٍ مِنْ وَجهٍ آخَرَ عن أبي العالِيةِ «أنَّ خَولةَ غَضِبَ زَوجُها فظاهَرَ مِنها، فأتَتِ النَّبيَّ ﷺ فأخبَرتْه
(١) «إعانة الطالبين» (٤/ ١١، ١٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute