للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوَجهُ الثَّالثُ: ما رَواهُ الدَّارقُطنيُّ في سُننِه عن أبي هُريرةَ عن النَّبيِّ : «كانَ إِذَا قرأَ وَهو يَؤُمُّ النَّاسَ افتَتحَ الصَّلاة بِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾». قالَ أَبُو هُريرةَ: «هي آيَةٌ مِنْ كتابِ اللَّهِ، اقرَؤُوا إِنْ شِئتُم فَاتِحَةَ الكتابِ؛ فإنَّها الآيَةُ السابعَةُ». وفي رِوايةٍ: «أنَّ النَّبيَّ كانَ إِذَا أَمَّ النَّاسَ قرأَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾». قالَ الدَّارقُطنيُّ: رِجالُ إسنادِه كلُّهم ثِقاتٌ، وقالَ الخَطيبُ: قد رَوى جَماعةٌ عن أبي هُريرةَ أنَّ النَّبيَّ كانَ يَجهَرُ ب ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ويَأمُرُ به، فذكرَ هذا الحَديثَ، وقالَ -بَدلَ «قرأَ» -: «وَجهرَ». وعنِ الزُّهرِيِّ عن ابنِ المُسيِّبِ عن أبي هُريرةَ قالَ: «كانَ النَّبيُّ يَفتَتِحُ القِراءَةَ بِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾». وعن أبي حازِمٍ عن أبي هُريرةَ قالَ: «كانَ النَّبيُّ يَجهَرُ بِقِراءَةِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾».

قالَ الشَّيخُ أبو مُحمدٍ المَقدِسِيُّ: فلا عُذرَ لِمَنْ يترُكُ صَريحَ هذه الأحاديثِ عن أبي هُريرةَ ويَعتمِدُ حَديثَ: «قَسَمتُ الصَّلاةَ». ويَحمِلُه على تَركِ التَّسمِيَةِ مُطلَقًا، أو على الإسرارِ؛ وليس في ذلك تَصريحٌ بشَيءٍ منها، والجَميعُ رِوايةُ صَحابيٍّ واحدٍ، فالتَّوفيقُ بينَ رِواياتِهم أَولَى مِنْ اعتِقادِ اختِلافِهم، مع أنَّ هذا الحَديثَ الذي رَواهُ الدَّارقُطنيُّ بإسنادِه حَديثُ: «قَسَمتُ الصَّلاةَ» بعَينِه؛ فوجبَ حَملُ الحَديثَينِ على ما صرَّح به في أحَدِهما.

وأمَّا حَديثُ أُمِّ سَلمةَ فرَواه جَماعةٌ مِنْ الثِّقاتِ عن ابنِ جُرَيجٍ عن عَبد اللهِ بنِ أبي مُلَيكَةَ عنها قالَت: «كانَ رَسولُ اللهِ يُقَطِّعُ قِراءَتَه: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>