للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى سَقفِ بَيتِك؟ فقالَ: مَعذرةً إِليكم، إنِّي لم أرَه، لا أدخُلُه حتى تُغيِّروه (١).

وعن موسى بنِ حَمادٍ البَربَريِّ قالَ: حُملَ إلى الحَسنِ بنِ عَبدِ العَزيزِ مِيراثُه من مِصرَ؛ مِئةُ ألفِ دِينارٍ، فحمَلَ أَحمدُ بنُ حَنبلٍ ثَلاثةَ أَكياسٍ؛ في كلِّ كِيسٍ ألفُ دِينارٍ، وقالَ: يا أَبا عبدِ اللهِ، هذه مِنْ مِيراثٍ حَلالٍ، فخُذها فاستَعِنْ بها على عانَتِك، قالَ: لا حاجةَ لي فيها، أنا في كِفايةٍ، فرَدَّها ولم يَقبلْ منه شَيئًا (٢).

وقالَ إِسحاقُ بنُ هانِئٍ: بَكَّرت يَومًا؛ لأُعارضَ أَحمدَ بالزُّهدِ، فبَسَطت له حَصيرًا، ومَخدةً، فنظَرَ إلى الحَصيرِ والمَخدةِ فقالَ: ما هذا؟ قُلتُ: لتَجلسَ عليه، قالَ: ارفَعْه، الزُّهدُ لا يَحسُنُ إلا بالزُّهدِ، فرَفعتُه وجلَسَ على التُّرابِ (٣).

ورَوى أبو نُعيمٍ بسَندِه عن صالِحِ بنِ أَحمدَ، قالَ: دَخلتُ على أَبي في أيامِ الواثِقِ -واللهُ يَعلمُ في أيِّ حالةٍ نحن-، وقد خرَجَ لصَلاةِ العَصرِ، وقد كانَ له لِبدٌ يَجلسُ عليها، قد أتَت عليها سِنونَ كَثيرةٌ، حتى قد بلِيَ، فإذا تحتَه كِتابُ كاغَدٍ، وإذا فيه: بُلِّغت يا أَبا عبدِ اللهِ ما أنت فيه من الضِّيقِ، وما عليك من الدَّينِ، وقد وجَّهتُ إِليك بأَربعةِ آلافِ دِرهمٍ، على يدَي فُلانٍ؛ لتَقضيَ دَينَك، وتُوسِّعَ بها على عِيالِك، وما هي من صَدقةٍ، ولا زَكاةٍ، وإنَّما هو


(١) السابق (٤٢).
(٢) «المنهج الأحمد» (١/ ١١) وذكره أبو نعيم مُسنَدًا (٩/ ١٧٥).
(٣) «المنهج» (١/ ١٢) وقوله: «لأُعارِضَ أَحمدَ بالزُّهدِ» أي: يَقرأَ عليه كِتابَه «الزهد».

<<  <  ج: ص:  >  >>