للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُكمِ الأبكارِ في الإذنِ؛ لأنَّ الثَّيبَ إنما اعتُبِرَ إذنُها بالنُّطقِ؛ لِذَهابِ الحَياءِ بالوطءِ، وهذا الحَياءُ لا يَذهبُ بغيرِ الوطءِ.

قالَ الكاسانِيُّ : لا خِلافَ في أنَّ كلَّ مَنْ زالَتْ عُذرَتُها بوَثبةٍ أو طَفرةٍ أو حَيضةٍ أو طُولِ التَّعنيسِ أنها في حُكمِ الأبكارِ، تزوَّجُ كما تزوَّجُ الأبكارُ، ولا خِلافَ أيضًا أنَّ مَنْ زالَتْ عُذرَتُها بوطءٍ يَتعلَّقُ به ثُبوتُ النَّسبِ -وهو الوَطءُ بعقدٍ جائزٍ أو فاسِدٍ أو شُبهةِ عَقدٍ وجَبَ لها مهرٌ بذلكَ الوطءِ- أنها تزوَّجُ كما تزوَّجُ الثيِّبُ (١).

وقالَ الشافِعيةُ: مَنْ ذهَبَتْ بَكارتُها بوَثبةٍ أو تَعنيسٍ أو بإصبعٍ أو حِدَّةِ طَمثٍ فحُكمُها حُكمُ البِكرِ في المَذهبِ؛ لأنَّ الثيِّبَ إنما اعتُبِرَ إذنُها بالنُطقِ؛ لذَهابِ الحَياءِ بالوطءِ، وهذا الحَياءُ لا يَذهبُ بغيرِ الوطءِ (٢).

وقالَ الإمامُ ابنُ قُدامةَ : وإنْ ذهَبَتْ عُذرَتُها بغيرِ جِماعٍ كالوَثبةِ أو شِدَّةِ حَيضةٍ أو بأصبعٍ أو عُودٍ ونحوِه فحُكمُها حُكمُ الأبكارِ، ذكَرَه ابنُ


(١) «بدائع الصنائع» (٢/ ٢٤٤)، ويُنظَر: «المبسوط» (٥/ ٧، ٨)، و «الهداية» (١/ ١٩٧)، و «شرح فتح القدير» (٣/ ٢٧٠، ٢٧١)، و «الاختيار» (٣/ ١١٧)، و «تبيين الحقائق» (٢/ ١١٩، ١٢٠)، و «العناية» (٤/ ٤١٤، ١٥)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٢٨٩)، و «اللباب» (٢/ ٢٧، ٢٨)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٣/ ٢٩٠، ٢٩١) رقم (١١٢٥)، و «بداية المجتهد» (٢/ ٥)، و «البيان» (٩/ ١٨٣)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٧٢، ٧٣)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٢٥١)، و «تحفة المحتاج» (٨/ ٥٨٩).
(٢) «البيان» (٩/ ١٨٣)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٧٢، ٧٣)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٢٥١)، و «تحفة المحتاج» (٨/ ٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>