للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعَلَ الفَضلُ يَنظرُ إليها وتَنظرُ إليهِ، فلَوَى النبيُّ عُنُقَ الفَضلِ، فقالَ العبَّاسُ : لَوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ، فقالَ : رأيتُ شَابًّا وشابَّةً فلمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهِما» (١). ففي هذا تحريم النظر إلى الأجنبية (٢).

قالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ : اتَّفقَ العُلماءُ على تَحريمِ النَّظرِ إلى الأجنَبيةِ وذَواتِ المَحارِمِ بشَهوةٍ (٣).

وجعَلَ ابنُ حَجرٍ الهيثَميُّ النَّظرَ للأجنَبيةِ بشَهوةٍ مِنْ الكَبائرِ، فقَالَ : (الكَبيرةُ الثَّانيةُ والأربَعونَ والثَّالثةُ والأربَعونَ والرَّابعةُ والأربَعونَ بعدَ المِائتَينِ: نَظر الأجنَبيةِ بشَهوةٍ مع خَوفِ فِتنةٍ، ولَمسُها كذلكَ، وكَذا الخَلوةُ بها بأنْ لم يَكنْ معَهُما مَحرَمٌ لأحَدِهما يَحتشِمُه، ولوِ امرَأةً كذلكَ، ولا زَوجٍ لِتلكَ الأجنَبيةِ) أخرَجَ الشَّيخانِ وغيرُهما عن أبي هُريرةَ عنِ النبيِّ قالَ: «كُتِبَ على ابنِ آدمَ نَصيبُه مِنْ الزِّنا، مُدرِكُ ذلكَ لا مَحالَةَ، العَينانِ زِناهُما النَّظرُ، والأذُنانِ زِناهُما الاستِماعُ، واللِّسانُ زِناهُ الكَلامُ، واليَدُ زِناها البَطشُ، والرِّجلُ زِناها الخُطَا، والقَلبُ يَهوَى ويَتمنَّى، ويُصدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ أو يُكذِّبُه»، وفي رِوايةٍ لمُسلمٍ: «واليَدانِ تَزنِيانِ فزِناهُما


(١) رواه الإمام مالك في «الموطأ» (٧٩٨)، و الترمذي (٨٨٥)، وأحمد (٥٦٢)، وأصله في البخاري (١٤٤٢)، ومسلم (١٤٤٣).
(٢) «شرح صحيح مسلم» (٩/ ٩٨).
(٣) «مجموع الفتاوى» (١٥/ ٤١٥)، وباقي المَصادِر السابِقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>