للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو أهدَى أو أنفَقَ لِمَخطوبةٍ غيرِ مُعتدةٍ ثم تزوَّجَتْ غيرَه، وسواءً كانَ الرُّجوعُ عن زواجِها مِنْ جهتِه أو مِنْ جهتِها (١).

قالَ القُرطبيُّ : التَّعريضُ ضِدُّ التصريحِ، وهو إفهامُ المَعنيِّ بالشيءِ المُحتملِ له ولغيرِه؛ وهو مِنْ عُرضِ الشيءِ، وهو جانِبُه، كأنهُ يَحومُ به على الشَّيءِ ولا يُظهِرُه، ورُويَ في تفسيرِ التعريضِ ألفاظٌ كثيرةٌ جِماعُها يَرجعُ إلى قِسمينِ:

الأولُ: أنْ يَذكرَها لوَليِّها، يقولُ له: «لا تَسبِقْني بها».

والثَّاني: أنْ يُشيرَ بذلكَ إليها دُونَ واسِطةٍ فيقولَ لها: «إني أريدُ التَّزويجَ، أو إنكِ لَجميلةٌ، إنكِ لَصالحةٌ، إنَّ اللهَ لَسائقٌ إليكِ خَيرًا، إني فيكِ لَراغبٌ، ومَن يَرغَبُ عنكِ، إنكِ لَنافِقةٌ، وإنَّ حاجَتي في النِّساءِ، وإنْ يُقدِّرِ اللهُ أمرًا يكُنْ»، هذا هو تَمثيلُ مالكٍ وابنِ شِهابٍ.

والهَديةُ إلى المعتدَّةِ جائِزةٌ، وهي مِنْ التَّعريضِ، قالَهُ سحنون وكثيرٌ مِنْ العُلماءِ (٢).

وقالَ الشَّافعيةُ: التَّعريضُ: ما يَحتملُ الرَّغبةَ في النكاحِ وعدَمَها، وهو مأخوذٌ مِنْ عُرضِ الشَّيءِ، وهوَ جانِبُه؛ لأنهُ يُظهِرُ بعضَ ما يريدُه، كقَولِه: «أنتِ


(١) «الموطأ» (٢/ ٥٢٣)، و «الاستذكار» (٥/ ٣٨٥)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٤٨٧)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٣/ ١١)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٥٤١).
(٢) «تفسير القرطبي» (٣/ ١٨٨، ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>