قالَ: ويُستحَبُّ إخفاءُ خِطبةِ النِّكاحِ، وأنْ يبدَأَ الخاطِبُ قبلَ الخِطبةِ بالحمدِ للهِ والصَّلاةِ والسَّلامِ على نَبيِّه ﵊، ويُجيبَه المَخطوبُ بمثلِ ذلكَ قبلَ الإجابةِ. انتهى.
وصرَّحَ الفاكهانِيُّ في أولِ شَرحِ الأربعينِ بأنَّه يُستحَبُّ البُداءةُ بالحَمدِ للهِ للخاطِبِ والمتزوِّجِ والمُزوِّجِ، واللهُ أعلَمُ (١).
وقالَ الشَّافعيةُ: يُستحبُّ للخاطِبِ أو نائبِه تقديمُ خُطبةٍ قبلَ الخِطبةِ، وأُخرى قبلَ العَقدِ، فيَبدأُ بالحمدِ للهِ والثَّناءِ على اللهِ تعالَى، ثمَّ الصلاةِ والسَّلامِ على رَسولِ اللهِ ﷺ، ثمَّ يُوصِي بالتَّقوى، ثمَّ يَقولُ: «جِئتُكم خاطِبًا كَريمتَكم، أو فَتاتَكم» وإنْ كانَ وَكيلًا قالَ: «جاءَكُم مُوكِّلي، أو جِئتُكم عنهُ خاطِبًا كَريمتَكم، أو فَتاتَكم»، فيَجيبُ الوَليُّ أو نائبُه كذلكَ، ثمَّ يَقولُ: «لستَ بمَرغوبٍ عنكَ» أو نحوَه، وهذهِ متَّفقٌ على استحبابِها.
وتبَرَّكَ الأئمةُ ﵃ لخُطبةِ النِّكاحِ بما رُويَ عن ابنِ مَسعودٍ ﵁ مَوقوفًا ومَرفوعًا قالَ: «علَّمَنا رسولُ اللهِ ﷺ خُطبةَ الحاجةِ في النّكاحِ وغيرِه أنِ الحَمدُ للَّهِ نَستعِينُه ونَستغفرُه، ونَعوذُ بهِ من شُرورِ أنفُسِنا، مَنْ يَهدِ اللهِ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورَسولُه، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
(١) «مواهب الجليل» (٥/ ٢٩، ٣٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute