الكُسوفِ، تابعَه فيه، وصلَّى معه تلك الرَّكعةَ، ويَركَعُ معه الرُّكوعَ الأوَّلَ مِنْ الثانية ثم يَخرُجُ عن مُتابعَتِه، قالَ: وإذا أدرَكَه في الرُّكوعِ الثاني مِنْ إحدى الرَّكعتَينِ كانَ مُدرِكًا لِلرَّكعةِ؛ لأنَّه رُكوعٌ مَحسُوبٌ لِلإمامِ.
أمَّا إذا صلَّى الظُّهرَ خلفَ العِيدِ، والاستِسقاءِ، فطَريقانِ، أحَدُهما: أنَّه كصَلاتِه خلفَ الكُسوفِ؛ لمَا فيهما مِنْ زياداتِ التَّكبيراتِ، وأصحُّهما، وبه قطعَ المُتولِّي وغيرُه: تَصحُّ قَطعًا؛ لِاتِّفاقِهما في الأفعالِ الظَّاهرةِ، بخِلافِ الجِنازةِ؛ فإنَّ تَكبيراتِها أركانٌ، فهي كاختِلافِ الأفعالِ، فإذا قُلنا بالصِّحَّةِ لا يُكبِّرُ مع الإمامِ التَّكبيراتِ الزَّائِدةَ؛ لأنَّها ليست مِنْ صَلاةِ المَأمومِ، ولا يُخِلُّ تَركُها بالمُتابَعةِ، فإن كبَّرها لا تبطُلُ صَلاتُه؛ لأنَّ الأذكارَ لا تُبطِلُ الصَّلاةَ، ولو صلَّى العِيدَ خلفَ مُصلِّي الصُّبحِ المَقضيَّةِ جازَ ويُكبِّرُ التَّكبيراتِ الزَّائِدةَ (١).
(١) «المجموع» (٤/ ٢٣٥، ٢٣٧)، و «البحر الرائق» (١/ ٣٨٢، ٣٨٣)، و «تبيين الحقائق» (١/ ١٤٢)، و «الاستذكار» (٢/ ١٧١)، و «حاشية الدُّسوقي» (١/ ٣٣٣، ٣٣٩)، و «جواهر الإكليل» (١/ ٨٠)، و «روضة الطالبين» (١/ ٣٦٧، ٣٦٨)، و «مُغنى المحتاج» (١/ ٢٥٤)، و «طرح التَّثريب» (٢/ ٢٩٢)، و «المغنى» (٢/ ٤٣٧)، و «كشاف القناع» (١/ ٤٨٥)، و «الإفصاح» (١/ ٢١٣).