للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأنَّها دَعوى تُخالفُ الظاهِرَ فلمْ تُقبلْ بمُجرَّدِها كدَعوى الرِّقِّ، أما بمُجرَّدِ النَّسبِ بدُونِ اتِّباعِه في الدِّينِ فمَصلحةٌ عاريةٌ عن الضَّررِ، فقُبِلَ قَولُه فيه، ولا يَجوزُ قَبولُه فيما هو أَعظمُ الضَّررِ والخِزي في الدُّنيا والآخِرةِ، ولأنَّ الإِسلامَ ثبَتَ بالدارِ وإِبطالُه إِضرارٌ به، وليسَ مِنْ ضَرورةِ كَونِ الأَبِ كافِرًا كُفرُ الوَلدِ لاحتِمالِ إِسلامِ الأمِّ، قالَ الحَنفيةُ: إلا أنْ يَلتقطَه مِنْ بَيعةٍ أو كَنيسةٍ أو قَريةٍ مِنْ قُراهم فيَكونُ ذِميًّا (١).

وقالَ الشافِعيةُ في قَولٍ: يَتبعُه في دينِه؛ لأنَّ كلَّ ما لحِقَ به نَسبُه لحِقَ به في دينِه كالبَينةِ، إلا أنْ يُحالَ بَينَه وبَينَه، وهذا إذا ادَّعاه ولمْ يُثبتْ نَسبَه ببَينةٍ، فإنْ أثبَتَ نَسبَه ببَينةٍ لحِقَه في الكُفرِ (٢).

وقالَ المالِكيةُ: يَتبعُه على دينِه إلا أنْ يُسلمَ على ذلك ويَعقلَ الإِسلامَ فيَكونُ مُسلِمًا (٣).


(١) «الاختيار» (٣/ ٣٥، ٣٦)، و «اللباب» (١/ ٦٥٨)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٢٥٠)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٣/ ٢٧٧، ٢٧٨)، رقم (١١١٨)، و «التاج والإكليل» (٥/ ٤٧، ٤٨)، و «شرح مختصر خليل» (١٣٢، ١٣٣)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٥٣٦، ٥٣٧)، و «تحبير المختصر» (٥/ ٤٦)، و «البيان» (٨/ ٢٤، ٢٦)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٢٤٢)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٥٣٠، ٥٣١، ٥٣٨)، و «الديباج» (٢/ ٥٧٨)، و «تحفة المحتاج» (٦٦٦، ٦٦٧، ٦٨٣)، و «المغني» (٦/ ٤٣)، و «كشاف القناع» (٤/ ٢٨٦)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٢٢، ٣٢٣) ..
(٢) «البيان» (٨/ ٢٤، ٢٦)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٢٤٢)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٥٣٠، ٥٣١، ٥٣٨)، و «الديباج» (٢/ ٥٧٨)، و «تحفة المحتاج» (٦٦٦، ٦٦٧، ٦٨٣).
(٣) «الذخيرة» (٩/ ١٣٥)، و «تحبير المختصر» (٥/ ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>