للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لزَيدٍ مِائةٌ في كُلِّ سَنةٍ ويَكونُ الباقي منها لعَمرٍو، فإنْ جاءَتِ الغَلةُ مِائةً فقط كانَتْ لزَيدٍ ولا شيءَ لعَمرٍو (١).

وقالَ المالِكيةُ: إذا شرَطَ الواقفُ في كِتابِ وَقفِه أنه يُبدأُ بفُلانٍ مِنْ المُستحِقِّينَ بكذا مِنْ غلةِ الوَقفِ ثمَّ يُقسَمُ الباقي على البَقيةِ، أو إعطائِه كلَّ شَهرٍ مثلًا كذا فيُعطَى ذلكَ القَدرَ مُبدأً على غيرِه، ويُقضَى له عن الأولِ مِنْ الثاني بأنْ يُعطَى له عن العامِ الأولِ مِنْ غَلَّةِ العامِ الثاني، وكذا بعَكسِه بأنْ لم يُوجَدْ في ثاني عامٍ غلةٌ فيُعطَى مِنْ فاضِلِ غلةِ العامِ الأولِ إنْ لم يَقلْ: «مِنْ غَلةِ كلِّ عامٍ»، فإنْ قالَ: «مِنْ غَلةِ كلِّ عامٍ» وجاءَتْ سَنةٌ لم يَحصلْ فيها شيءٌ فلا تَبدئةَ ولا قَضاءَ، ولا يُعطَى مِنْ رَيْعِ المُستقبَلِ عنِ الماضي إذا لم يَفِ بحَقِّه؛ لأنه أضافَ الغَلة إلى كلِّ عامٍ.

وحاصِلُه أنه إذا أضافَ الغَلةَ للوَقفِ أو لضَميرِه ولم يَحصلْ في عامٍ ما يُعطَى منه أو ما يَفِي له بحَقهِ وحصَلَ في عامٍ آخَرَ ما يُعطَى منه حقَّه أو ما يَفي بحَقِّهِ بعد إعطاءِ ما يَستحِقُّه في العامِ الآخَرِ فإنه يُعطَى ما لم يَحصلْ له في غَيرِه، وأمَّا إنْ أضافَ لفْظَ «غَلة» إلى كُلِّ عامٍ فإنه لا يُعطَى مِنْ رَيعِ عامٍ عن عَامٍ غَيرِه (٢).


(١) «الإسعاف» (١٢٢، ١٢٤)، و «المحيط البرهاني» (٥/ ٧٢٤).
(٢) «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٤٧٦)، و «التاج والإكليل» (٤/ ٥٧٩)، و «مواهب الجليل» (٧/ ٥٠٣)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ٩٢، ٩٣)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٦٥٥)، و «حاشية الصاوي» (٩/ ١٦٦، ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>