للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الرَّبيعِ بنِ سُليمانَ قالَ: كانَ الشافِعيُّ قد جزَّأَ اللَّيلَ ثَلاثةَ أَجزاءٍ: الثُّلثُ الأَولُ: يَكتبُ، والثُّلثُ الثانِي: يُصلِّي، والثُّلثُ الثالِثُ: يَنامُ (١).

وعن حَرمَلةَ قالَ: قالَ الشافِعيُّ: ما حلَفتُ باللهِ صادِقًا ولا كاذِبًا (٢).

قالَ الحارِثُ بنُ مِسكينٍ: أَرادَ الشافِعيُّ الخُروجَ إلى مَكةَ فأسلَمَ إلى قَصارٍ بَغداديةٍ مُرتَفعةٍ، فوقَعَ الحَريقُ، فاحتَرقَ دُكانَ القَصارِ، والثِّيابَ، فجاءَ القَصارُ، ومعَه قومٌ، فتحَمَّلَ بهم على الشافِعيِّ في تَأخيرِه، ليَدفعَ إليه قِيمةَ الثِّيابِ، فقالَ له الشافِعيُّ: قد اختَلفَ أَهلُ العِلمِ في تَضمينِ القَصارِ، ولم أَتبيَّنُ أنَّ الضَّمانَ يَجبُ، فلَستُ أَضمَنُك شَيئًا (٣).

وعن الحارِثِ بنِ شُريحٍ قالَ: دخَلتُ معَ الشافِعيِّ على خادِمِ الرَّشيدِ وهو في بَيتٍ قد فُرشَ بالدِّيباجِ، فلمَّا وضَعَ الشافِعيُّ رِجلَه على العَتبةِ، أبصَرَه فرجَعَ، ولَم يَدخلْ، فقالَ له الخادمُ: ادخُلْ، فقالَ: لا يَحلُ افتِراشُ هذا، فقامَ الخادِمُ، فتبَسمَ، حتى دخَلَ بيتًا، قد فُرشَ بالأرضِ، فدخَلَ الشافِعيُّ ثم أَقبلَ عليه فقالَ: هذا حَلالٌ، وهذا حَرامٌ، وهذا أَحسَنُ من ذاك وأَكثرُ ثَمنًا فتبَسمَ الخادِمُ وسكَتَ (٤).

وعن الرَّبيعِ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الحَكمِ للشافِعيِّ: إن عزَمتَ أنْ تَسكُنَ البَلدَ -يَعنِي مِصر- فلَيكُنْ لك قُوتُ سَنةٍ، ومَجلسٌ من السُّلطانِ


(١) «حلية الأولياء» (٩/ ١٣٥).
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٣٦).
(٣) «مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ١٦٣).
(٤) «مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>