للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا﴾، وبحَديثِ أسماءَ أنَّها قالَت: «جاءَت امرأةٌ إلى النَّبيِّ فقالَت: إحدانا يُصيبُ ثَوبَها من دَمِ الحَيضةِ كيف تَصنعُ به؟ قالَ: تَحُتُّه ثم تَقرُصُه بالماءِ ثم تَنضَحُه ثم تُصلِّي فيه» (١).

قالَ الإمامُ النَّوويُّ : وفيه -أي: في هذا الحَديثِ- أنَّ الدَّمَ نَجسٌ بإِجماعِ المُسلِمينَ (٢).

وقالَ أيضًا: والدَّلائلُ على نَجاسةِ الدَّمِ مُتظاهِرةٌ ولا أعلَمُ فيه خِلافًا عن أحدٍ من المُسلِمينَ إلا ما حَكاه صاحِبُ الحاوي عن بعضِ المُتكلِّمين أنَّه قالَ: هو طاهِرٌ، ولكنَّ المُتكلِّمينَ لا يُعتدُّ بهم في الإِجماعِ (٣).

وقالَ الحافِظُ ابنُ حَجرٍ : وفيه من الفَوائدِ -أي: حَديثِ أسماءَ هذا- أنَّ دَمَ الحَيضِ كغيرِه من الدِّماءِ في وُجوبِ غَسلِه (٤).

وقالَ أبو عُمرَ بنُ عبدِ البَرِّ : المَعنى المَقصودُ إليه بهذا الحَديثِ -أي: حَديثِ أسماءَ- في الشَّريعةِ هو غَسلُ دَمِ الحَيضِ من الثَّوبِ إذا أصابَه، والخَبَرُ بأنَّه يَجبُ غَسلُه لنَجاستِه، وحُكمُ كلِّ دَمٍ كدَمِ الحَيضِ، إلا أنَّ قَليلَ الدَّمِ مُتجاوَزٌ عنه لشَرطِ اللهِ ﷿ في نَجاسةِ الدَّمِ أنْ يَكونَ مَسفوحًا فحينَئذٍ هو رِجسٌ والرِّجسُ النَّجاسةُ، وهذا إِجماعٌ من المُسلِمينَ أنَّ الدَّمَ المَسفوحَ


(١) رواه البخاري (٣٠٧)، ومسلم (٢٩١).
(٢) «شرح صحيح مسلم» (٣/ ١٦٨).
(٣) «المجموع» (٢/ ٥١٤).
(٤) «فتح الباري» (١/ ٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>