للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلِّ مائةِ سَنةٍ برَجلٍ مِنْ أَهلِ بَيتِي يُبيِّنُ لهم أَمرَ دِينِهم» وإني نظَرتُ في سَنةِ مائةٍ فإذا رَجلٌ مِنْ آلِ رَسولِ اللهِ مُحمدُ بنُ إِدريسَ (١).

وعن مُحمدِ بنِ الفَضلِ البَزارِ قالَ: سمِعتُ أَبي يَقولُ حجَجتُ معَ أَحمدِ بنِ حَنبلٍ فنزَلْنا في مَكانٍ واحدٍ أو في دارٍ (يَعني مَكةَ)، وخرَجَ أَبو عبدِ اللهِ يَعنى أَحمدَ بنَ حَنبلٍ باكرًا وخرَجتُ أنا معَه فلما صلَّينا الصُّبحَ درتُ المَجالسَ فجِئتُ مَجلسَ سُفيانَ بنِ عُيينةَ، وكنتُ أَدورُ مَجلسًا مَجلسًا؛ طالبًا لأَبي عبدِ اللهِ حتى وَجدتُه عندَ شابٍّ أَعرابيٍّ وعليه ثِيابٌ مَصبوغَةٌ وعلى رأسِه جُمةٌ فزاحَمتُه حتى قعَدتُ عندَ أَحمدَ بنِ حَنبلٍ فقلتُ: يا أَبا عبدِ اللهِ ترَكتَ ابنَ عُيينةَ وعندَه الزُّهريُّ وعَمرُو بنُ دِينارٍ وزِيادُ بنُ عِلاقةَ ومِن التابِعينَ ما اللهُ به عَليمٌ؟ فقالَ: اسكُتْ؛ فإنْ فاتَك حَديثٌ بعُلوٍّ، تجِدْه بنُزولٍ، فلا يَضرُّك في دِينِك ولا في عَقلِك أو في فِقهِك وإن فاتَك عَقلُ هذا الفَتى أَخافُ أنْ لا تَجدَه إلى يومِ القِيامةِ، ما رَأيتُ أحدًا أَفقهَ في كِتابِ اللهِ تَعالى من هذا الفَتى القُرشيِّ. قلتُ: مَنْ هذا؟ قالَ: مُحمدُ ابنُ إِدريسَ الشافِعيُّ (٢).

وعن سُويدِ بنِ سَعيدٍ قالَ: كُنا عندَ سُفيانَ بنِ عُيينةَ فجاءَ مُحمدُ بنُ إِدريسَ فجلَسَ فرَوى ابنُ عُيينةَ حَديثًا رَقيقًا فغُشيَ على الشافِعيِّ، فقيلَ:


(١) «حلية الأولياء» (٩/ ٩٨).
(٢) «مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ٢٥٦، ٢٥٧) ورواه أبو نعيم في «الحلية» (٩/ ٩٨، ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>