وقال الشافِعيَّةُ: تَنعقِدُ بلَفظِ الحَوالةِ وما في مَعناها، كقَولِه:«أحَلتُكَ على فُلانٍ، أو حَوَّلتُ ما في ذِمَّتي إلى ذِمَّتِه، أو نَقَلتُ، أو أتبَعتُكَ عليه بما لكَ علَيَّ»، كما اقتَضاه الخَبَرُ، وما أشبَهَ ذلك، فيَقولُ:«قَبِلتُ أو احتَلتُ أو اتَّبَعتُ»، وما أشبَهَه.
ولو قال المُحتالُ:«أحِلني»، فقال:«أحَلتُكَ»، فعلى الخِلافِ في الاستيجابِ والإيجابِ في البَيعِ.
وقيلَ: يَنعَقِدُ مُطلَقًا؛ لأنَّ الحَوالةَ تُسومِحَ فيها، وفي انعِقادِها بلَفظِ البَيعِ خِلافٌ مَبنيٌّ على مُراعاةِ اللَّفظِ أو المَعنى، كالبَيعِ بلَفظِ السَّلَمِ (١).
وقال الخَطيبُ الشِّربينيُّ ﵀: ولا يَتعيَّنُ لَفظُ الحَوالةِ، بل هو أو ما يُؤدِّي مَعناه، ك:«نَقَلتُ حَقَّكَ إلى فُلانٍ»، أو:«جَعَلتُ ما أستَحِقُّه على فُلانٍ لكَ»، أو: مَلَّكتُكَ الدَّينَ الذي عليه بحَقِّكَ»، وقَولُه:«أحِلْنِي»، ك:«بِعْني»، في البَيعِ فتَصحُّ الحَوالةُ به، ولا تَنعَقِدُ بلَفظِ البَيعِ مُراعاةً لِلَّفظِ، وقيلَ: تَنعقِدُ مُراعاةً لِلمَعنى، كالبَيعِ بلَفظِ السَّلَمِ، ولو قال:«أحَلتُكَ على فُلانٍ بكذا»، ولَم يَقُلْ:«بالدَّينِ الذي لكَ علَيَّ»، قال البُلقِينيُّ: فهو كِنايةٌ، كما يُؤخَذُ ممَّا يأتي أنَّه لو قال:«أرَدتُ بقَولي: أحَلتُكَ، الوَكالةَ»، صُدِّقَ