للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمَعنى الثاني لازِمٌ لِلمَعنى الأوَّلِ؛ لأنَّ الحَبسَ يَستَلزِمُ الثُّبوتَ بالمَكانِ وعَدَمَ مُفارَقَتِه.

وقد يُطلَقُ الرَّهنُ لُغةً على نَفْسِ الشَّيءِ المَرهونِ مِنْ بابِ تَسميةِ المَفعولِ بالمَصدَرِ.

وقال في «القاموسِ»: الرَّهنُ: ما وُضِعَ عِنْدَكَ لِيَنوبَ مَنابَ ما أُخِذَ منكَ (١).

والراهِنُ: دافِعُ الرَّهنِ، والمُرتَهِنُ -بكَسرِ الهاءِ-: قابِضُه، وبفَتحِها الشَّيءُ المَرهونُ، وقد يُطلَقُ على آخِذِه، لِوَضعِ الرَّهنِ عندَه، وعلى الراهِنِ، لأنَّه مَطلوبٌ ومأخوذٌ منه الرَّهنُ، وجَمعُ الرَّهنِ: رِهانٌ، ورُهونٌ، ورُهُنٌ، بضَمِّ الراءِ والهاءِ (٢).

وفي الشَّرعِ تَعدَّدتْ عِباراتُ الفُقهاءِ في تَعريفِه:

عرَّفه الحَنفيَّةُ بأنَّه: جَعْلُ الشَّيءِ مَحبوسًا بحقٍّ يُمكِنُ استِيفاؤُه مِنَ الرَّهنِ -أي: المَرهونِ- كالدُّيونِ (٣).

وقيلَ: هو جَعْلُ شَيءٍ ماليٍّ مَحبوسًا في يَدِ المُرتَهَنِ، أو في يَدِ عَدلٍ بحَقٍّ ماليٍّ يُمكِنُ استِيفاؤُه منه كُلًّا أو بَعضًا كالدَّينِ؛ فإنَّه يُمكِنُ أخْذُه مِنَ


(٢) «القاموس المحيط» و «تاج العروس».
(٣) «تحرير ألفاظ التنبيه» (١٩٤)، و «حاشية ميارة» (١/ ١٦٨)، و «منح الجيلي» (٥/ ٤١٧).
(٤) «الجوهرة النيرة» (٣/ ١٧٦)، و «اللباب» (١/ ٤٢٥)، و «الهداية» (٤/ ٢٥٣)، و «العناية شرح الهداية» (١٤/ ٤٤٨)، و «مجمع الأنهر» (٤/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>