للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبما رَواه ابنُ عَباسٍ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «إذا تَوضَّأتَ فخَلِّلْ بينَ أَصابعِ يدَيك ورِجلَيك» (١).

وذهَبَ جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والشافِعيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّ تَخليلَ الأَصابعِ في الوُضوءِ سُنةٌ، ويَرى الحَنفيةُ أنَّه سُنةٌ مُؤكَّدةٌ، والحَنابِلةُ يَرونَ أنَّ تَخليلَ أَصابعِ الرِّجلَينِ آكَدُ من أَصابعِ اليَدينِ، وعَلَّلوا استِحبابَ التَّخليلِ بأنَّه أبلَغُ في إِزالةِ الدَّرنِ والوَسخِ بينَ الأَصابعِ؛ لمَا رَوى المُستورِدُ بنُ شَدَّادٍ قالَ: «رأيتُ النَّبيَّ إذا تَوضَّأ دلَكَ أَصابعَ رِجلَيه بخِنصَرِه» (٢).

وأمَّا عَدمُ وُجوبِ التَّخليلِ فلوُجودِ الصارِفِ، وهو تَعليمُ الأعرابيِّ، ولم يَثبُتْ فيه أنَّ النَّبيَّ علَّمَه التَّخليلَ؛ فإنَّه قالَ له: «تَوضَّأْ كما أمَرَك اللهُ»، وليسَ فيما أمَرَ اللهُ التَّخليلُ؛ لأنَّها ورَدَت مُطلقةً عن التَّخليلِ وللأَخبارِ التي حُكيَ فيها وُضوءُ النَّبيِّ ؛ فإنَّ التَّخليلَ لم يُذكرْ فيها (٣).


(١) حَسَنٌ صَحِيحٌ: رواه الترمذي (٣٩)، وابن ماجه (٤٤٧).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (١٤٨)، والترمذي (٤٠)، وابن ماجه (٤٤٦).
(٣) «بدائع الصنائع» (١/ ٩٤)، و «المبسوط» (١/ ٨٠)، و «تبين الحقائق» (١/ ٤)، و «البحر الرائق» (١/ ٢٣)، و «رد المحتار» (١/ ٢٣٨، ٢٣٩)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ٧)، و «التمهيد» (٢٤/ ٢٥٧، ٢٥٩)، و «مواهب الجليل» (١/ ١٩٥)، و «الذخيرة» (١/ ٢٦٩)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ١٤٢، ١٤٥)، و «المجموع» (١/ ٤٨٧)، و «إعانة الطالبين» (١/ ٤٩)، و «كفاية الأخيار» ص (٦٩)، و «المغني» (١/ ١٣٢)، و «كشاف القناع» (١/ ١٠٢، ١٠٦)، و «الإنصاف» (١/ ١٣٤)، و «نيل الأوطار» (١/ ١٩١)، و «تحفة الأحوذي» (١/ ١٢٣)، و «عون المعبود» (١/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>