للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الدَّارَ بألْفٍ، فقالَ: اشتَرَيتُ نِصفَها بخَمسينَ. أو قالَ: بِعتُكَ بألْفٍ مُعجَّلةٍ، فقالَ: اشتَرَيتُ بألْفٍ مُؤجَّلةٍ، لَم يَنعقِدِ البَيعُ في جَميعِ هذه الصُّوَرِ؛ لعَدمِ تَوافُقِ القَبولِ مع الإيجابِ؛ لأنَّه قبلَ غيرَ ما خُوطِبَ به، إلَّا إذا قبلَ المُوجِبُ ثانيةً بما قبلَه القابِلُ أوَّلًا، فيَصيرُ الإيجابُ الأوَّلُ مُلْغًى، والقَبولُ الأوَّلُ إيجابًا، ويَكونَ القَبولُ الثَّاني هو القَبولَ الذي وافَقَ الإيجابَ (١).

٢ - نصَّ الحَنفيَّةُ على أنَّه يُشترَطُ أنْ يَكونَ الإيجابُ والقَبولُ في مَجلِسٍ واحِدٍ، فلا بدَّ مِنْ اتِّحادِ المَجلِسِ، فإنِ اختلَف المَجلِسُ لا يَنعقِدُ، فإذا قامَ أحَدُ المُتعاقدَيْنِ مِنْ المَجلِسِ بعدَ الإيجابِ، وقبلَ القَبولِ بطَل الإيجابُ؛ لأنَّ القيامَ يَدلُّ على الإعراضِ والرُّجوعِ وعَدَمِ الرِّضا، فيَبطُلُ العَقدُ به، كَسائِرِ عُقودِ المُبادَلةِ.

وَكَذا لو لَم يَقُمْ، لكنْ تَشاغَلَ في المَجلِسِ بشَيءٍ غيرِ البَيعِ بطَل الإيجابُ (٢).


(١) يُنظر: «بدائع الصنائع» (٦/ ٥٣٩)، و «رد المحتار» (٦/ ٣٧٤)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٧٩)، و «روضة الطالبين» (٣/ ٨)، و «مغني المحتاج» (٢/ ٤١٥)، و «نهاية المحتاج مع حاشية الشبرملسي» (٣/ ٤٤٢)، و «حاشية إعانة الطالبين» (٣/ ١٢)، و «السراج الوهاج» (٢٠٦)، و «حاشية القليوبي وعميرة على كنز الراغبين» (٢/ ٣٩١)، و «نهاية المحتاج» (٣/ ٤٢٩)، و «الديباج شرح المنهاج» (٢/ ٨)، و «النجم الوهاج» (٤/ ١٥)، و «شرح منتهى الإرادات» (٣/ ١٢٣)، و «كشاف القناع» (٣/ ١٦٧)، و «الروض المربع» (١/ ٥٣٩).
(٢) يُنظر: «بدائع الصنائع» (٦/ ٥٣٩)، و «رد المحتار» (٦/ ٣٧٤)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>