جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: ٣٤]، وهي: الإبلُ والبَقرُ والغَنمُ ولم يُنقلْ عنه ﷺ ولا عن أحَدٍ من أصحابِه التَّضحيةُ بغيرِها، ولأنَّ التَّضحيةَ عِبادةٌ تَتعلَّقُ بالحَيوانِ تَختصُّ بالنعَم كالزَّكاةِ.
ويَدخلُ في كل جِنسٍ نَوعُه، والذَّكرُ والأُنثى منه، والخَصيُّ والفَحلُ لانطِلاقِ اسمِ الجِنسِ على ذلك، والمَعزُ نَوعٌ من الغَنمِ، والجامُوسُ نَوعٌ من البَقرِ، بدَليلِ أنَّه يَضمُّ ذلك إلى الغَنمِ والبَقرِ في بابِ الزَّكاةِ.
وسَواءٌ في ذلك جميعُ أنواعِ الإبِلِ من البَخاتيِّ والعِرابِ وجميعِ أنواعِ البَقرِ من الجَواميسِ والعِرابِ والدِّربانيَّةِ وجميعِ أنواعِ الغَنمِ من الضَّأنِ والمَعزِ وأنواعِهما، وسَواءٌ الذَّكرُ والأُنثى من جميعِ ذلك.
ولا يُجزئُ غيرُ الأنعامِ من بَقرِ الوَحشِ وحَميرِه والظِّباءِ وغيرِها بلا خِلافٍ؛ لأنَّ وُجوبَها عُرفَ بالشَّرعِ، ولأنَّ الشَّرعَ لم يَردْ بالإيجابِ إلا في المُستأنَسِ (١).
(١) «بدائع الصنائع» (٥/ ٦٩)، و «الفتاوى الهندية» (٥/ ٢٩٧)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٤٩٠)، و «المعونة» (١/ ٤٣٥)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٢٤٨)، و «مواهب الجليل» (٤/ ٣٦٣)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٣٨٦)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٣٣)، و «البيان» (٤/ ٤٣٩)، و «المجموع» (٨/ ٢٨٦، ٢٨٧)، و «روضة الطالبين» (٢/ ٦٥٢)، و «النجم الوهاج» (٩/ ٥٠٢)، و «مغني المحتاج» (٦/ ١٣٥، ١٣٦)، و «الإفصاح» (١/ ٣٣٢)، و «المغني» (٩/ ٣٤٨)، و «المبدع» (٣/ ٢٧٦، ٢٧٧).