للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَوى البُخاريُّ عن ابنِ عباسٍ قال: «طافَ النَّبيُّ بالبَيتِ على بَعيرٍ كلَّما أتى الرُّكنَ أشارَ إليه بشيءٍ كان عندَه وكبَّر» (١).

وقد بَوَّبَ الإمامُ ابنُ خُزَيمةَ في صَحيحِه بابَ السُّجودِ على الحَجرِ الأسوَدِ إذا وجَد الطائفُ السَّبيلَ إلى ذلك من غيرِ إيذاءِ المُسلمِ.

ثم روى عن جَعفَرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: «رَأيتُ مُحمَّدَ بنَ عبَّادِ بنِ جَعفَرٍ قبَّل الحَجرَ وسجَد عليه، ثم قال: رَأيتُ خالَكَ ابنَ عَباسٍ يُقبِّلُه ويَسجدُ عليه، وقال ابنُ عَباسٍ: رَأيتُ عُمرَ بنَ الخَطَّابِ يُقبِّلُه ويَسجدُ عليه ثم قال: رَأيتُ رَسولَ اللهِ فعَل هكَذا، ففعَلتُ» (٢).

فتَقبيلُ الحَجرِ واستِلامُه أمْرٌ مَشروعٌ مَسنونٌ مُرغَّبٌ فيه شَرعًا، وفيه أجْرٌ وثَوابٌ عَظيمٌ وحطٌّ للخَطايا وفاعِلُ ذلك يَفعلُه اتِّباعًا للسُنةِ، لا أنْ يَظنَّ أنَّ الحَجرَ يَضرُّه أو يَنفعُه كما يَظنُّ بعضُ الناسِ، ولذلك نبَّه الخَليفةُ الراشِدُ عُمرُ بنُ الخَطابِ على ذلك حينَما جاءَ إلى الحَجرِ الأسوَدِ فقبَّله ثم قال: «واللهِ إنِّي لأُقبِّلُك وإنِّي أعلمُ أنَّك حَجرٌ وأنَّك لا تَضرُّ ولا تَنفعُ، ولَولا أنِّي رأيتُ رَسولَ اللهِ قبَّلك ما قبَّلتُكَ» (٣).


(١) رواه البخاري (١٥٣٤).
(٢) رواه ابن خزيمة في «صحيحه» (٤/ ٢٧١) بإسنادٍ صحيحٍ. والطيالسي في «مسنده» (٢٨)، وأبو يعلى (١/ ١٩٢، ١٩٣)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٦٢٥).
(٣) رواه البخاري (١٥٢٠)، ومسلم (١٢٧٠)، واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>