للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مالِكٌ والشافِعيُّ: مَعنى: «الْخَطْبُ يَسِيرٌ»: قَضاءُ يَومٍ مَكانَه (١).

وقال أبو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَرِّ : والدَّليلُ على صِحَّةِ مَنْ قال: يَقضي اليَومَ إجماعُه على أنَّه لو غُمَّ هِلالُ رَمضانَ فأفطِروا ثم قامَت الحُجَّةُ برُؤيةِ الهِلالِ أنَّ عليهم القَضاءَ بعدَ إتمامِ صيامِهم يَومَهم (٢).

وقال ابنُ بَطَّالٍ : وقال مَعمَرٌ: سَمِعتُ هِشامًا، «لا أدرى، أقَضَوْا أم لا».

جُمهورُ العُلماءِ يَقولون بالقَضاءِ في هذه المَسألةِ، وقد رُوي ذلك عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ من رِوايةِ أهلِ الحِجازِ وأهلِ العِراقِ، فأمَّا رِوايةُ أهلِ الحِجازِ، فرَوى ابنُ جُرَيجٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه قال: «أفطَر الناسُ في شَهرِ رَمضانَ في يَومِ غَيمٍ ثم طلَعت الشَّمسُ، فقال عُمَرُ: الخَطبُ يَسيرٌ، وقد اجتَهَدنا، نَقضي يَومًا»، هكذا قال ابن جُرَيجٍ عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه، وهو مُتَّصِلٌ.

ورِوايةُ مالِكٍ فى المُوطَّأِ عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أخيه أنَّ عُمَرَ … وهي مُرسَلةٌ؛ لأنَّ خالِدَ بنَ أسلَمَ أخا زَيدٍ لم يُدرِكْ عُمَرَ، وأمَّا رِوايةُ أهلِ العِراقِ، فرَوى الثَّوريُّ، عن جَبَلةَ بنِ سُحَيمِ بنِ حَنظَلةَ، عن أبيه أنَّه شَهِدَ عُمَرَ، فذكَر


(١) «المجموع» (٧/ ٥١٠، ٥١٢)، و «المدونة» (١/ ١٩٣)، و «القوانين الفقهية» (٨١)، و «الأم» (٢/ ٩٦)، و «التمهيد» (٢١/ ٩٨)، و «شرح ابن بطال» (٤/ ٦٠)، و «شرح الزركشي» (١/ ٤٢٨)، و «الكافي» (١/ ٣٥٥)، و «المغني» (٤/ ١٩٧)، و «فتح القدير» (٢/ ٣٧٢)، و «الإفصاح» (١/ ٣٨٧).
(٢) «الاستذكار» (٣/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>