للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجهُ الاستِدلالِ:

اشتَملَ الحَديثُ الأولُ على لَفظِ: «أَطعِمْ سِتةَ مَساكينَ، لكلِّ مِسكينٍ نِصفُ صاعٍ»، فيَكونُ مَجموعُها ثَلاثةَ آصُعٍ، وفي الحَديثِ الثاني: أمَرَه «أنْ يُطعِمَ فَرقًا بينَ سِتةِ مَساكينَ»، والفَرقُ ثَلاثةُ آصُعٍ كما في رِوايةِ مُسلِمٍ (١).

والحادِثةُ واحِدةٌ، فدَلَّ هذا على أنَّ الفَرقَ ثَلاثةُ آصُعٍ، والفَرقَ سِتةَ عشَرَ رِطلًا، والصاعَ ثُلثُ الفَرقِ، ويُساوي خَمسةَ أَرطالٍ وثُلثًا.

قالَ ابنُ قُتَيبةَ : الفَرقُ سِتةَ عشَرَ رِطلًا، والصاعُ ثُلثُ الفَرقِ، خَمسةُ أَرطالٍ وثُلثُ، والمُدُّ: رِطلٌ وثُلثٌ (٢).

ج- عَنْ أَبي هُريرةَ قالَ: قيلَ لرَسولِ : يَا رَسولَ اللهِ، إنَّ صاعَنا أَصغَرُ الصِّيعَانِ، ومُدَّنا أَصغَرُ الأَمدادِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ : «اللَّهمَّ بارِكْ لَنا فِي صاعِنا ومُدِّنا وقَليلِنا وكَثيرِنا، واجعَلْ لَنا معَ البَركَةِ بَركَتينِ، اللَّهمَّ إنَّ إِبراهِيمَ عبدَك وخَليلَك دَعاكَ لأَهلِ مَكةَ وإنِّي عبدُك ورَسولُكَ أَدعُوكَ لأَهلِ المَدينَةِ بمثلِ ما دَعاكَ به إِبراهيمُ لأَهلِ مَكةَ» (٣).

ففي هذا الحَديثِ أخبَرَ أبو هُريرةَ عن الصَّحابةِ أنَّهم قالوا: «إنَّ صاعَنا أَصغَرُ الصِّيعانِ، ومُدَّنا أَصغَرُ الأَمدادِ»، وأقرَّهم الرَّسولُ


(١) مسلم برقم (١٢٠١)، قال: «فاحلِقْ رأسَك وأطعِمْ فَرقًا بينَ ستةِ مَساكينَ والفَرقُ ثَلاثةُ آصُعٍ أو صُمْ ثَلاثةَ أيَّامٍ … ».
(٢) «غريب الحديث» لابن قتيبة (١/ ٨، ١٢)، وانظر: «تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق» (٣/ ١٣٣).
(٣) رواه البيهقي في «السنن الكبرى» (٧٥١٣)، وابن حبان في «صحيحه» (٣٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>