للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيلَ: الماءُ المُطلَقُ هو الباقي على أصلِ خِلقتِه (١)، ولم تُخالِطْه نَجاسةٌ، ولم يَغلِبْ عليه شَيءٌ طاهِرٌ (٢).

وقد اتَّفقَ الفُقهاءُ على أنَّ الماءَ المُطلَقَ طاهِرٌ في ذاتِه مُطهِّرٌ لغيرِه (٣).

وعبَّرَ الفُقهاءُ عن هذا النَّوعِ من الماءِ بالطَّهورِ، إلا أنَّهم اختَلَفوا في المُرادِ بالطَّهورِ.

فذهَبَ جُمهورُ الفُقهاءِ المالِكيةُ والشافِعيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّه الطاهِرُ المُطهِّرُ.

قالَ ابنُ هُبيرةَ : قالَ أهلُ اللُّغةِ: الطَّهورُ هو العامِلُ للطَّهارةِ في غيرِه، كما يُقالُ: قَتولٌ، وقالَ ثَعلبٌ: الطَّهورُ: الطاهِرُ في نَفسِه المُطهِّرُ لغيرِه، وهذا ممَّا لم يُخالِفْ فيه إلا بعضُ أَصحابِ أبي حَنيفةَ، فقالوا: الطَّهورُ هو الطاهِرُ، على سَبيلِ المُبالَغةِ (٤).

وقالَ النَّوويُّ : والطَّهورُ عندَنا هو المُطهِّرُ، وبه قالَ أحمدُ بنُ


(١) «كفاية الأخيار» (٥٣).
(٢) «التعريفات» للجرجاني (١/ ٢٥٠).
(٣) «الإجماع» لابن المنذر (٢٠)، و «فتح القدير» (١/ ٢١)، و «الشرح الكبير» (١/ ٥٦)، و «مواهب الجليل» (١/ ٥٦)، و «المجموع» (٢٥/ ٣٩)، و «كفاية الأخيار» ص (٥٣)، و «الإقناع» للشربيني (١/ ٢١)، و «مغني المحتاج» (١/ ٧٤)، و «المغني مع الشرح» (١/ ٣٠)، و «كشاف القناع» (١/ ٢٦).
(٤) «الإفصاح» (١/ ٣٥، ٣٦)، و «البحر الرائق» (١/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>