للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الصَّاحِبانِ مِنْ الحَنفيةِ: إن كانَ مُربِعًا جعَلَ أَعلاه أسفلَه، وأسفلَه أَعلاه، وإن كانَ مُدوَّرًا جعَلَ الجانِبَ الأيمَنَ على الأيسَرِ والأيسَرَ على الأيمَنِ، ويَبدأُ بتَحويلِ الرِّداءِ عندَ البَدءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ تَعالى (١).

وقالَ الشافِعية: يُستحبُّ تَحويلُ الرِّداءِ وتَنكيسُه: فيُحوِّلُ المُصلِّي رِداءَه بأن يَجعلَ ما على عاتِقِه الأيمَنِ على عاتِقِه الأيسَرِ، وما على عاتِقِه الأيسَرِ على عاتِقِه الأيمَنِ.

ويُستحبُّ التَّنكيسُ على المَذهبِ الجَديدِ، والتَّنكيسُ: أن يَجعلَ أَعلاه أسفلَه، ومتى جعَلَ الطرفَ الأسفلَ الذي على شِقِّه الأيسَرِ على عاتِقِه الأيمَنِ، والطرفَ الأسفلَ الذي على شِقِّه الأيمَنِ على عاتِقِه الأيسَرِ، حصَلَ التَّحويلُ والتَّنكيسُ جَميعًا، هذا في الرِّداءِ المُربَّعِ، فأمَّا المُدوَّرُ والمُثلَّثُ، فليسَ فيه إلا التَّحويلُ؛ لمَا رُويَ عن النَّبيِّ : «استَسقَى وَعليه خَميصَةٌ سَوداءُ، فأَرادَ أَنْ يَجعلَ أَسفلَها أَعلاهَا، فلمَّا ثقُلَت عليه جعَلَ العِطافَ الذي على الأَيسرِ على عاتِقِه الأَيمَنِ، والَّذي على الأَيمَنِ على عاتِقِه الأَيسَرِ» (٢).

قالَ الشافِعيُّ: فأُحبُّ التَّحويلَ؛ لأنَّ النَّبيَّ فعَلَه، وأُحبُّ القَلبَ؛ لأنَّ النَّبيَّ أرادَ أن يَفعلَه، وإنَّما تركَه لثِقلِ الخَميصةِ (٣).


(١) «بدائع الصنائع» (١/ ٢٨٤)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ١٥٤).
(٢) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (١١٦٤).
(٣) «البيان» (٢/ ٦٨٥، ٦٨٦)، و «المجموع» (٦/ ١٤٧، ١٥٥)، و «النجم الوهاج» (٢/ ٥٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>