للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمْ يأتِ به لمَا روَتْ عائشةُ أنَّ رَسولَ اللهِ قالَ: «لا نَذرَ في مَعصيةٍ وكَفارتُه كَفارةُ يَمينٍ» (١).

ولأنَّ النَّذرَ في حُكمِ اليَمينِ، ولأنَّه حَقٌّ للهِ تَعالى، تعلَّقَ لُزومُه بقَولِه كاليَمينِ.

وقالَ النَّبيُّ لأَبي إِسرائيلَ حينَ نذَرَ أنْ يَقومَ في الشَّمسِ ولا يَقعدُ ولا يَستظلَّ ولا يَتكلمَ: «مُروه فليَتكلمْ وليَجلسْ وليَستظلَّ وليُتمَّ صَومَه» (٢) ولمْ يَأمرْه بكَفارةٍ لأنَّ النَّذرَ التِزامُ الطاعةِ وهذا التِزامُ مَعصيةٍ، ولأنَّه نَذرٌ غيرُ مُنعقدٍ فلمْ يُوجبْ شَيئًا كاليَمينِ غيرِ المُنعقِدةِ، ولأنَّ الظِّهارَ مَعصيةٌ وقد أمَرَ اللهُ بالكَفارةِ فيه.

وعن عِمرانَ بنِ حُصينٍ قالَ سمعت رَسول اللهِ يَقولُ: «النّذرُ نَذرانِ فما كانَ مِنْ نَذرٍ في طاعةِ اللهِ فذلك للَّهِ وفيه الوَفاءُ وما كانَ مِنْ نَذرٍ في مَعصيةِ اللهِ فذلك للشَّيطانِ ولا وَفاءَ فيه ويُكفرُه ما يُكفرُ اليَمينُ» (٣) وهذا نصٌّ ولأنَّ النَّذرَ يَمينٌ.

وعن عُقبةَ بنِ عامِرٍ أنَّه سأَلَ النَّبيُّ عن أُختٍ له نذَرَت أن تَحجَّ حافِيةً غيرَ مُختمِرةٍ فقالَ: «مُرُوها فلتَختمِرْ وَلتَركبْ ولتَصمْ ثَلاثةَ أيَّامٍ». وقالَ النَّبيُّ لأُختِ عُقبةَ لمَّا نذَرَتِ المَشيَّ إلى بَيتِ اللهِ


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٣٢٩٠)، والترمذي (١٥٢٤)، وابن ماجه (٢١٢١).
(٢) أخرجه البخاري (٦٣٢٦).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه النسائي (٣٨٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>