للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُكرَه سَعيُه في طَلبِ القَضاءِ لتَحصيلِ الجاهِ والاستِعلاءِ على الناسِ فهذا يُكرهُ له السَّعيُ، ولو قيلَ: «إنَّه يَحرمُ» كانَ وَجهُه ظاهرًا؛ لقَولِه تَعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)[القصص: ٨٣].

ويُكرهُ أيضًا إنْ كانَ غَنيًّا عن أَخذِ الرَّزقِ على القَضاءِ وكانَ مَشهورًا لا يَحتاجُ أنْ يُشهرَ نَفسَه وعِلمَه بالقَضاءِ» (١).

وقالَ المالِكيةُ: «يَكونُ سَعيهُ في طَلبِ القَضاءِ مَكروهًا لتَحصيلِ الجاهِ والاستِعلاءِ على الناس فهذا يُكرهُ له السَّعيُ ولو قيلَ: «إنَّه يَحرمُ» كانَ وَجهُه ظاهرًا؛ لقَولِه تَعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)[القصص: ٨٣].

ويُكرهُ أيضًا إذا كانَ غَنيًّا عن أَخذِ الرَّزقِ على القَضاءِ وكانَ مَشهورًا لا يَحتاجُ أنْ يُشهرَ نَفسَه وعِلمَه بالقَضاءِ، ويَحتملُ أنْ يَلحقَ هذا بقِسمِ المُباحِ» (٢).

وقالَ الشافِعيةُ: «إذا لمْ يَكنْ خاملَ الذِّكرِ بل مَشهورًا وليسَ مُحتاجًا للرِّزقِ بل مَكفيًّا به فالأَولى له تَركُ طَلبِ القَضاءِ، إذا كانَ مِنْ أَهلِ العِفةِ والأَمانةِ مَكفيًا مَعروفًا بالعِلمِ يُرجعُ إليه في الفَتاوى فالأَولى له الاشتِغالُ بنَشرِ العِلمِ والفُتيا لمَا في القَضاءِ مِنْ الأَخطارِ، وعلى هذا يُحملُ امتِناعُ مَنْ امتنَعَ مِنْ تَقليدِ القَضاءِ مِنْ السَّلفِ الصالحِ.


(١) «معين الحكام» (١/ ١٠)، و «الاختيار» (٢/ ٩٨).
(٢) «تبصرة الحكام» (١/ ١٥)، و «مواهب الجليل» (٨/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>