للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَنمِ ووَليدةٍ، ثمَّ سَألْتُ أهلَ العِلمِ فقالُوا: إنَّما على ابنِكَ جَلدُ مِائةٍ وتَغريبُ عَامٍ، فقالَ النبيُّ : «لَأَقضيَنَّ بَينكُما بكِتابِ اللهِ، أمَّا الوَليدةُ والغَنمُ فرَدٌّ عليكَ، وعلى ابنِكَ جَلدُ مِائةٍ وتَغريبُ عامٍ، وأمَّا أنتَ يا أُنيسُ -لرَجلٍ- فاغْدُ على امرَأةِ هذا فإنِ اعتَرفَتْ فارْجُمْها، قالَ: فغَدَا عليها فاعتَرفَتْ فأَمَرَ بها رسولُ اللهِ فرُجمَتْ» (١)، ولم يُوقِّتْ له في اعتِرافِها أربعًا، فغَدَا إليها فاعتَرفَتْ فرجَمَها، ولم يُنقَلْ أنها اعتَرفَتْ أربعًا، فدلَّ على ثُبوتِه باعترافِ المرَّةِ الواحدةِ؛ لأنه لا يَجوزُ أنْ يُؤخِّرَ بَيانَهُ عن وَقتِ الحاجةِ ولا يُبيحَ رجْمَها بغيرِ استِحقاقٍ.

وعن سُليمانَ بنِ بُريدةَ عن أبيهِ قالَ: « … قالَ: ثمَّ جاءَتْه امرَأةٌ مِنْ غامِدٍ مِنْ الأَزْدِ فقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ طَهِّرنِي، فقالَ: وَيحَكِ ارجِعِي فاستَغفرِي اللهَ وتُوبِي إليه، فقالَتْ: أَراكَ تُريدُ أنْ تُردِّدَنِي كما رَدَّدتَ ماعِزَ بنَ مالكٍ، قالَ: وما ذاكِ؟ قالَتْ: إنها حُبلَى مِنْ الزِّنَى، فقالَ: آنتِ؟ قالَتْ: نعمْ، فقالَ لها: حتَّى تَضعِي ما في بَطنِكِ، قالَ: فكفَلَها رَجلٌ مِنْ الأنصارِ حتَّى وَضعَتْ، قالَ: فأَتَى النبيَّ فقالَ: قد وَضعَتِ الغامدِيةُ، فقالَ: إذًا لا نَرجُمُها ونَدَعُ ولَدَها صَغيرًا ليسَ له مَنْ يُرضِعُه، فقامَ رَجلٌ مِنْ الأنصارِ فقالَ: إليَّ رَضاعُه يا نَبيَّ اللهِ، قالَ: فرجَمَها» (٢)، ولم يُنقلْ أنها اعتَرفَتْ عندَه إلا مرَّةً واحدةً.

ولأنه قَولُ أبي بَكرٍ وعُمرَ ، ولا مُخالِفَ لهُما في الصَّحابةِ فكانَ إجماعًا، أمَّا أبو بَكرٍ «فأقَرَّ رَجلٌ بِكرٌ عندَه بالزِّنا فجلَدَه مِائةً وغرَّبَه عامًا»،


(١) رواه البخاري (٢٥٤٩، ٢٧٥٧)، ومسلم (٦٧٧٠).
(٢) رواه مسلم (١٦٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>