فاحِشةً، وقد قالَ اللهُ تعالَى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأعراف: ٣٣]، ولأنَّ اللهَ تعالَى قالَ: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦)﴾ [الشعراء: ١٦٥، ١٦٦]، فوبَّخَهم اللهُ تعالَى على ذلكَ وسمَّاهُم بذلكَ عادِينَ، ولأنَّ اللهَ تعالَى عاقَبَ على هذا الفعلِ في الدُّنيا بِما لم يُعاقِبْ على ذَنبٍ؛ قالَ اللهُ تعالَى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾ الآية [هود: ٨٢].
وروَى حُذيفةُ ﵁: «أنَّ جِبريلَ ﵊ احتَمَلَ أرْضَهُم فرفَعَها حتَّى سَمِعَ أهلُ سَماءِ الدُّنيا صوتَ كِلابِهم، وأوقَدَ تحتَهُم نارًا وقَلبَهُم عَليها».
وروَى مُعاويةُ بنُ قرةَ: «أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ لجِبريلَ: ما أحسَنَ ما أثنَى عليكَ ربُّكَ بقولِه: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)﴾ [التكوير: ٢٠ - ٢١]، فمَا قوَّتُكَ وما أمانتُكَ؟ فقالَ جِبريلُ ﵇: أمَّا أمانَتي: فمَا أُمرْتُ بشَيءٍ قَطُّ عَدَوتُ به إلى غيرِه، وأما قوَّتِي: فهو أنِّي قلَعْتُ مَدائنَ قومِ لُوطٍ مِنْ الأرضِ السُّفلَى، وكانَتْ أربَعَ مَدائنَ، في كُلِّ مَدينةٍ أربعُمائةِ ألفِ مُقاتِلٍ سِوَى الذَّرارِي، فهَوَيتُ بها في الهَواءِ حتَّى سَمِعَ أهلُ السَّماءِ الدُّنيا صِياحَ الدَّجاجِ ونُباحَ الكِلابِ، ثمَّ ألقَيْتُها».
وروَى ابنُ عبَّاسٍ ﵄ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عمَلَ قومِ لُوطٍ، لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عمَلَ قومِ لُوطٍ، لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عمَلَ قومِ لُوطٍ، قالَها ثلاثًا» (١).
(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه الإمام أحمد (٢٩١٥)، والنسائي في «الكبرى» (٧٣٣٧)، والحاكم في «المستدرك» (٨٠٥٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute