الموضِحةُ في الجَنبِ، وقالَ الأوزاعيُّ: إذا كانَت في الجَسدِ كانَتْ على النصفِ مِنْ دِيتِها في الوَجهِ والرأسِ، ورُويَ عن عُمرَ أنه قالَ:«في مُوضِحةِ الجَسدِ نِصفُ عُشرِ ديَةِ ذلكَ العُضوِ».
وغلَّظَ بعضُ العُلماءِ في موضِحةِ الوجهِ تَبرأُ على شَينٍ، فرَأى فيها مثلَ نصفِ عقلِها زائِدًا على عقلِها، ورَوى ذلكَ مالكٌ عن سُليمانَ بنِ يَسارٍ، واضطَربَ قولُ مالكٍ في ذلكَ، فمرَّةً قالَ بقولِ سُليمانَ بنِ يسارٍ، ومرةً قالَ: لا يُزادُ فيها على عقلِها شَيءٌ، وبه قالَ الجُمهورُ، وقد قيلَ عن مالكٍ إنه قالَ: إذا شانَتِ الوَجهَ كانَ فيها حُكومةٌ مِنْ غيرِ تَوقيفٍ، ومعنَى الحُكومةِ عندَ مالكٍ ما نقَصَ مِنْ قيمتِه أنْ لو كانَ عَبدًا (١).
وقالَ الإمامُ ابنُ هُبيرةَ ﵀: فأما المُوضحةُ وهي التي تُوضِحُ عن العَظمِ، وفي موضِحةِ الوجهِ ففي أيِّ مَوضعٍ كانَت مِنْ الوجهِ فيها خَمسٌ مِنْ الإبلِ عندَ أبي حَنيفةَ والشافِعيِّ وأحمَدَ في إحدَى رِوايتَيه، والأخرَى: أنَّ فيها عشَرًا مِنْ الإبلِ.
وقالَ مالكٌ: في مُوضحةِ الأنفِ واللِّحى الأسفَلِ حُكومةٌ خاصةً، وباقي المَواضعِ فيها خَمسٌ مِنْ الإبلِ.
فإنْ كانَت الموضِحةُ في الرأسِ فهل هي بمَنزلةِ الموضِحةِ في الوجهِ أم لا؟
قالَ أبو حَنيفةَ ومالكٌ والشافِعيٌّ: هي بمَنزلتِها، وعن أحمَدَ رِوايتانِ: