للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنَّ النبيَّ «قَضَى في النَّفسِ مِائةً مِنْ الإبلِ» ولم يُقوِّمْها بغَيرِها، ولأنه نَوعٌ مِنْ العُروضِ، فأشبَهَ العَبيدَ والعَقارَ، ولأنه لو جازَ أنْ تُقوَّمَ بالشاةِ والبَقرِ لَجازَ أنْ تُقوَّمَ بالطَّعامِ على أهلِ الطَّعامِ وبالخَيلِ على أهلِ الخَيلِ، وهذا لا يَقولُ به أحَدٌ (١).

وذهَبَ الحَنابلةُ في المَذهبِ والصاحِبانِ مِنْ الحَنفيةِ أبو يُوسفَ ومُحمدٌ إلى أنَّ البقرَ والغَنمَ والحُللَ أصلٌ في الدِّيةِ؛ لِما رَواهُ عَمرُو بنُ شُعيبٍ عن أبيه عن جدِّهِ قالَ: «كانَتْ قِيمةُ الدِّيةِ على عَهدِ رَسولِ اللهِ ثَمانِمائةِ دِينارٍ أو ثَمانيةَ آلافِ دِرهمٍ، ودِيةُ أهلِ الكِتابِ يَومئذٍ النِّصفُ مِنْ دِيةِ المُسلمينَ، قالَ: فكانَ ذلكَ كذلكَ حتى استُخلِفَ عُمرُ ، فقامَ خَطيبًا فقالَ: ألَا إنَّ الإبلَ قد غَلَتْ، قالَ: ففرَضَها عُمرُ على أهلِ الذَّهبِ ألفَ دِينارٍ، وعلى أهلِ الوَرِقِ اثنَي عشَرَ ألفًا، وعلى أهلِ البَقرِ مِائتَي بَقرةٍ، وعلى أهلِ الشاءِ ألفَي شاةٍ، وعلى أهلِ الحُلَلِ مِائتَي حُلَّةٍ، قالَ: وترَكَ دِيةَ أهلِ الذِّمةِ لم يَرفَعْها فيما رفَعَ مِنْ الدِّية» (٢) (٣).


(١) «بدائع الصنائع» (٧/ ٢٥٤)، و «الاختيار» (٥/ ٤٥)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٢٣٣)، و «اللباب» (٢/ ٢٥٥)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٤/ ١١٧)، رقم (١٤٦٢)، و «بداية المجتهد» (٢/ ٣٠٨، ٣٠٩)، و «البيان» (١١/ ٤٩١)، و «الحاوي الكبير» (١٢/ ٢٢٨)، و «المهذب» (٢/ ١٩٦)، و «النجم الوهاج» (٨/ ٤٦٥)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٢٩٦)، و «تحفة المحتاج» (١٠/ ٤٤١)، و «المغني» (٨/ ٢٩٠).
(٢) حَسَنٌ: رواه أبو داود (٤٥٤٢).
(٣) «بدائع الصنائع» (٧/ ٢٥٤)، و «الهداية» (٤/ ١٧٨)، و «الاختيار» (٥/ ٤٥)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٢٣٣)، و «اللباب» (٢/ ٢٥٥)، و «الدر المختار» (٦/ ٥٧٤)، و «المغني» (٨/ ٢٩٠)، و «كشاف القناع» (٦/ ٢٠)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٩٤)، و «منار السبيل» (٣/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>