للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- الرِّيحُ الشَّديدةُ في اللَّيلةِ المُظلِمةِ دونَ النَّهارِ.

ج- البَردُ الشَّديدُ لَيلًا أو نَهارًا، والحَرُّ الشَّديدُ في الظُّهرِ، والمُرادُ البَردُ أو الحَرُّ الذي يَخرُجُ عمَّا ألِفَه النَّاسُ، أو ألِفَه أصحابُ المَناطقِ الحارَّةِ أو البارِدةِ.

د- الوَحلُ الشَّديدُ الذي يَتأَذَّى به الإنسانُ في نَفسِه وثِيابِه، ولا يَأمَنُ معه التَّلوُّثَ.

هـ- الظُّلمةُ الشَّديدةُ، والمُرادُ بها كَونُ الإنسانِ لا يُبصِرُ طَريقَه إلى المَسجدِ.

قال ابنُ عابدينَ : والظَّاهرُ أَنَّه لا يُكلَّفُ إيقادَ نحوِ سِراجٍ، وإن أمكَنَه ذلك.

والدَّليلُ على كَونِ هذه الأعذارِ تُبيحُ التَّخلُّفَ عن الجَماعةِ ما رَواه نافِعٌ عن ابنِ عمرَ أَنَّه نَادَى بِالصَّلاةِ في لَيلَةٍ ذَاتِ بَردٍ وَرِيحٍ وَمَطَرٍ، فقالَ في آخرِ نِدَائِهِ: ألَا صَلُّوا في رِحَالِكُم، ألَا صَلُّوا في الرِّحَالِ. ثم قالَ: إِنَّ رَسولَ اللهِ كانَ يَأمُرُ المُؤذِّنَ إذا كانَت لَيلَةٌ بارِدَةٌ، أو ذَاتُ مَطَرٍ في السَّفرِ أَنْ يَقولَ: «ألَا صَلُّوا في رِحَالِكُم» (١).

وعن جابرٍ قالَ: خرَجنَا مع رَسولِ اللهِ في سَفرٍ، فَمُطِرنَا، فقالَ: «لِيُصلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ في رَحلِه» (٢). وعن عَبد اللهِ بنِ الحارِثِ عن عَبد اللهِ بنِ عباسٍ أَنَّه قالَ لِمُؤذِّنِه في يَومٍ مَطيرٍ: «إذا قُلتَ: أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللهُ، أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، فلا تَقُلْ: حَيَّ على الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا


(١) رواه البُخاري (٦٠٦)، ومُسلم (٦٩٧)
(٢) رواه مُسلم (٦٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>