للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المائدة: ٢] ويَحرُمُ (كلُّ ما فيه تَخصيصٌ لعيدِهم وتَمييزٌ لهم، وهو من التَّشبُّهِ بهم، والتَّشبُّهُ بهم مَنهيٌّ عنه إجماعًا) للخبَرِ (وتَجِبُ عُقوبةُ فاعِلِه) (١).

وقالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ : وأمَّا أعيادُ المُشرِكينَ فجمَعت الشُّبهةَ والشَّهوةَ والباطِلَ ولا مَنفعةَ فيها في الدِّينِ وما فيها من اللَّذةِ العاجِلةِ فعاقِبتُها إلى ألَمٍ فصارَت زُورًا وحُضورُها هو شُهودُها.

وإذا كانَ اللهُ قد مدَحَ تَركَ شُهودِها الذي هو مُجرَّدُ الحُضورِ برُؤيةٍ أو سَماعٍ فكيفَ بالمُوافَقةِ بما يَزيدُ على ذلك من العَملِ الذي هو عَملُ الزُّورِ لا بمُجرَّدِ شُهودِه (٢).

وقالَ أيضًا: والمَحذورُ في أعيادِ أهلِ الكِتابَينِ التي نُقِرُّهم عليها أشَدُّ من المَحذورِ في أَعيادِ الجاهِليةِ التي لا نُقِرُّهم عليها؛ فإنَّ الأُمةَ قد حَذَّروا مُشابَهةَ اليَهودِ والنَّصارى وأَخبَروا أنَّه سيَفعلُ قَومٌ منهم هذا المَحذورَ بخِلافِ دِينِ الجاهِليةِ؛ فإنَّه لا يَعودُ إلا في آخرِ الدَّهرِ عندَ اختِرامِ أنفُسِ المُؤمِنينَ عُمومًا، ولو لم يَكنْ أشَدَّ منه؛ فإنَّه مِثلُه على ما لا يَخفى، إذِ الشَّرُّ الذي له فاعِلٌ مَوجودٌ -يُخالِفُ على الناسِ منه- أكثَرُ من شَرٍّ لا مُقتَضى له قَويٌّ (٣).

وقالَ أيضًا: وأمَّا الاعتِبارُ في مَسألةِ العيدِ فمِن وُجوهٍ:


(١) «كشاف القناع» (٣/ ١٣١)، وينظر: «المبدع» (٧/ ١٩٠)، و «الفروع» (٥/ ٢٣٥).
(٢) «اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ١٨٣).
(٣) «اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>