وهذا إسنادٌ ضَعيفٌ جدًّا: فيه يَحيى بنُ عُقبةَ بنِ أبي العيزارِ. قال البُخاريُّ: مُنكَرُ الحَديثِ. وكذَّبَه ابنُ مَعينٍ. وقال النَّسائيُّ: ليس بثِقةٍ. وقال أبو حاتِمٍ: يَفتعِلُ الحَديثَ. وقال ابنُ مَعينٍ: ليس بشَيءٍ وفي رُواتِه: كَذَّابٌ خَبيثٌ عَدُوٌّ للهِ. قُلتُ: وله مُتابِعٌ، تابَعه عَبدُ المَلكِ بنُ حُمَيدِ بنِ أبي غَنيةَ وهو ثِقةٌ والطَّريقُ إليه أَراه صالِحًا، أخرَجَه ابنُ عَساكرَ في «تاريخِ دِمَشقَ» (٢/ ١٧٨)، وأخرَجَه أيضًا في (٢/ ١٤٧) من طَريقِ عَبدِ الحَميدِ بنِ بَهرامَ عن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ غُنمٍ به. وسَندُه ضَعيفٌ لضَعفِ شَهرِ بنِ حَوشَبٍ. وقال شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ ﵀ في «الصارِمِ المَسلولِ» (٢/ ٣٩٣) فرَوى حَربٌ بإسنادٍ صَحيحٍ عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ غُنمٍ قال: كتَب عُمرُ بنُ الخَطابِ حين صالَح نَصارى أهلِ الشامِ … فذكَره. وقال ابنُ القَيمِ ﵀ في «أحكامِ أهلِ الذِّمةِ» (٢/ ١١٥): وشُهرةُ هذه الشُّروطِ تُغني عن إسنادِها فإنَّ الأئِمةَ تَلقَّوْها بالقَبولِ وذكَروها في كُتُبِهم واحتَجُّوا بها ولم يَزَلْ ذِكرُ الشُّروطِ العُمَريةِ على ألسِنَتِهم وفي كُتُبِهم وقد أنفَذَها بَعدَه الخُلفاءُ وعَمِلوا بمُوجِبِها.