للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَذَهب أبو الوَليدِ الباجِيُّ مِنْ المالِكيَّةِ والحَليميُّ والرُّويانِيُّ مِنْ الشافِعيَّةِ إلى أَنَّه لا حَدَّ لأكثَرِها، وصوَّبه السُّيوطيُّ قائِلًا: فلَم يَرد شَيءٌ مِنْ الأحادِيثِ يدلُّ على حَصرِها في عددٍ مَخصوصٍ، وهو أيضًا قولُ بَدرِ الدِّينِ العينيِّ مِنْ الحَنفيَّةِ، فقد قالَ: مَفهومُ العددِ -وإن لم يكن حُجَّةً عندَ الجُمهورِ- فإنَّه لم يَرد في عددِ صَلاةِ الضُّحَى أكثرُ مِنْ ذلك، وعدمُ الوُرودِ بأكثرَ مِنْ ذلك لا يَستلزِمُ مَنعَ الزِّيادةِ، وقد رُويَ عن إبراهيمَ أَنَّه قال: سألَ رَجلٌ الأسوَدَ فقالَ: كم أُصَلِّي الضُّحَى؟ قالَ: كما شِئتَ. وقالَ الطَّبريُّ: والصَّوابُ أن يُصلِّيَ على غيرِ عددٍ (١)، ويُؤيِّدُه أيضًا حَديثُ مُعاذةَ قالَت: قُلتُ لِعائِشةَ: أكانَ النَّبيُّ يُصلِّي الضُّحَى؟ قالَت: «نَعم، أَربَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللهُ» (٢).


(١) «عُمدة القاري» (٧/ ٢٣٩)، ويُنظر: «حاشية الطَّحطاوي» (١/ ٢٦١)، و «غمز عيون البصائر» (٤/ ١٧١)، وابن عابدين (٢/ ٢٣، ٢٥)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ١١٢)، و «مواهب الجليل» (٢/ ٦٧)، و «شرح الزرقاني» (١/ ٤٣٦، ٤٣٧)، و «حاشية الدُّسوقي» (١/ ٣١٣)، و «المجموع» (٥/ ٥٥)، و «الرَّوضة» (١/ ٣٣٢)، و «شَرح المحلي على المنهاج» (١/ ٢١٤)، و «الحاوي الكبير» (٢/ ٢٨٧)، و «الشَّرح الكبير» مع «المغني» (٢/ ٣٣٨)، و «الكافي» (١/ ١٥٣)، و «شرح ابن بطال» (٣/ ١٦٦)، و «فتح الباري» (٣/ ٥٥).
(٢) رواه مُسلم (٧١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>