أمَّا القِسمُ العامُّ وهُم الذين كَفروا بما جاءَهم من الحَقِّ لكنَّهم لم يُعادوا المُسلِمينَ في دِينِهم لا بقِتالٍ ولا بإخراجٍ ولا بمُعاوَنةِ غيرِهم عليهم، ولا ظاهَروا على إخراجِهم، فهَؤلاء من جانِبٍ ليسُوا مَحلًّا للمُوالاةِ لكُفرِهم، وليسَ منهم ما يَمنعُ بِرَّهم والإقساطَ إليهم (١).
وقالَ ابنُ القَيمِ ﵀: فإنَّ اللهَ سُبحانَه لمَّا نَهى في أوَّلِ السُّورةِ عن اتِّخاذِ المُسلِمينَ الكُفارَ أولياءَ، وأمر بقَطعِ المَودةِ بينَهم وبينَهم، تَوهَّمَ بَعضُهم أنَّ بِرَّهم والإحسانَ إليهم مِنْ المُوالاةِ والمَودةِ؛ فبيَّنَ اللهُ سُبحانَه أنَّ ذلك ليسَ من المُوالاةِ المَنهيِّ عنها، وأنَّه لم يَنهَ عن ذلك، بل هو مِنْ