للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبيَّ إنما نهَى عن أكلِ لُحومِ الحُمرِ يومَ خَيبَرَ، وكانَتِ الخَيلُ تُؤكلُ في ذلكَ الوَقتِ ثم حُرِّمتْ، يَدلُّ عليهِ ما رُويَ عن الزُّهريِّ أنه قالَ: ما عَلِمْنا الخيلَ أُكلَتْ إلا في حِصارٍ.

وعن الحَسنِ أنه قالَ: «كانَ أصحابُ رَسولِ اللهِ يَأكلونَ لُحومَ الخَيلِ في مَغازيهِم»، فهذا يَدلُّ على أنهُم كانُوا يَأكلونَها في حالِ الضَّرورةِ كما قالَ الزُّهريُّ ، أو يُحملُ على هذا؛ عَملًا بالدَّليلِ صِيانةً لها عن التَّناقضِ، أو يَترجَّحُ الحاظِرُ على المُبيحِ احتِياطًا، وهذا الذي ذكَرْنا حُجَجُ أبي حَنيفةَ على رِوايةِ الحَسنِ أنه يَحرمُ أكلُ لَحمِ الخَيلِ (١).

وذهَبَ الإمامُ أبو حَنيفةَ في ظاهِرِ الرِّوايةِ إلى كَراهةِ أكلِ لُحومِ الخَيلِ؛ لاختِلافِ الأحاديثِ المَرويةِ في البابِ واختلافِ السلَفِ، فكَرِهَ أكْلَ لَحمِه احتِياطًا لبابِ الحُرمةِ (٢).


(١) «بدائع الصنائع» (٥/ ٣٨، ٣٩)، و «البناية شرح الهداية» (١١/ ٥٩٤)، و «الاختيار» (٥/ ١٧)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٤٦٩، ٤٧٠)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٢٣٥، ٢٣٦)، و «الإستذكار» (٥/ ٢٩٧، ٢٩٨)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٤/ ٣٨٠، ٣٨١)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٣٠) «التاج والإكليل» (٢/ ٢٤٢)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٣٨٢)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٢٩).
(٢) «بدائع الصنائع» (٥/ ٣٨، ٣٩)، و «البناية شرح الهداية» (١١/ ٥٩٤)، و «الاختيار» (٥/ ١٧)، و «الجوهرة النيرة» (٥/ ٤٦٩، ٤٧٠)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٢٣٥، ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>