للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذاتَ لَيلةٍ إذْ تَكشَّفَ لي منها شَيءٌ، فلَم ألبَثْ أنْ نَزَوْتُ عليها، فلمَّا أصبَحْتُ خَرَجْتُ إلى قَومي فأخبَرتُهُم الخبَرَ وقُلتُ: امشُوا مَعي إلى رَسولِ اللهِ ، قالوا: لا واللهِ، فانطلَقْتُ إلى النبيِّ فأخبَرتُه فقالَ: «أنتِ بذاكَ يا سَلمةُ؟» قلتُ: أنا بذاكَ يا رسولَ اللهِ، مَرَّتَينِ، وأنا صابرٌ لأمرِ اللهِ، فاحكُمْ فِيَّ ما أراكَ اللهُ، قالَ: «حَرِّرْ رَقبةً»، قلتُ: والذي بعَثَكَ بالحَقِّ ما أملِكُ رَقَبةً غيرَها، وضرَبْتُ صَفحةَ رَقبَتي، قالَ: «فصُمْ شَهرَينِ مُتتابعَينِ»، قالَ: وهل أصَبْتُ الذي أصَبتُ إلا مِنْ الصِّيامِ؟! قالَ: «فأَطعِمْ وَسقًا مِنْ تَمرٍ بينَ ستِّينَ مِسكينًا»، قلتُ: والذي بعَثَكَ بالحَقِّ لقدْ بِتنَا وَحِشَينِ ما لنا طَعامٌ، قالَ: «فانطلِقْ إلى صاحِبِ صدَقةِ بنِي زُرَيقٍ فلْيَدفعْها إليكَ فأَطعِمْ ستِّينَ مِسكينًا وَسقًا من تَمرٍ وكُلْ أنتَ وعِيالُكَ بقِيَّتَها»، فرجَعْتُ إلى قَومي فقُلتُ: وجَدْتُ عِنْدَكُمْ الضِّيقَ وسُوءَ الرَّأيِ، ووَجَدتُ عندَ النبيِّ السَّعةَ وحُسنَ الرَّأيِ، وقد أمَرَني أو أمَرَ لي بصَدقَتِكُم» (١).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحُ: رواه أبو داود (٢٢١٣)، والترمذي (٣٢٩٩)، وأحمد في «المسند» (١٦٤٦٨)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢٣٧٨)، والحاكم في «المستدرك» (٢٨١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>