للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصلَّى رَكعتَينِ وسلَّم ثم كبَّر ثم سجدَ ثم كبَّر فَرفعَ ثم كبَّر وَسجدَ، ثم كبَّر وَرفعَ وسلَّم» (١).

ففي هذا الحَديثِ قد تَكلَّمَ النَّبيُّ وأصحابُه، ثم بَنَوا على صَلاتِهم، ولَنَا في رَسولِ اللهِ أُسوةٌ حَسَنَةٌ؛ ولأنَّه كَلامٌ أتَى به قَصدًا لِلتَّنبيهِ وإصلاحِ الصَّلاةِ، فلَم تبطُل به، كالتَّسبيحِ، ولأنَّه كَلامٌ لم يُقصَد به التَّعمُّدُ المَمنوعُ كالسِّهوِ. ولأنَّ التَّنبيهَ على مَصلَحةِ الصَّلاةِ قد يَقعُ بما لا يَكونُ مُباحًا لغيرِه، أصلُه التَّصفيقُ لِلنِّساءِ (٢).

وعنِ الإمامِ أحمدَ ثَلاثُ رِواياتٍ:

إحداهُنِّ: البُطلانُ في حقِّ الإمامِ والمَأمومِ؛ لعُمومِ أحاديثِ النَّهيِ، كما هو مَذهبُ أبي حَنيفَةَ والشافِعيِّ.

والثانيةُ: بُطلانُ صَلاةِ المَأمومِ وصحَّةُ صَلاةِ الإمامِ، بشَرطِ المَصلحَةِ، وهي التي اختَارَهَا الخرقِيُّ.

والثالِثةُ: صحَّةُ صَلاتِهما، مع اشتِراطِ المَصلحَةِ كما في حَديثِ ذي اليَدينِ (٣).


(١) رواه البُخاري (٤٦٨)، ومُسلِم (٥٧٣).
(٢) «الإشراف على نُكت مسائل الخِلاف» (١/ ٣٠٦، ٣٠٧)، و «الاستذكار» (١/ ٤٩٨)، وما بعدها، و «التَّمهيد» (١/ ٣٤٣)، وما بعدها. و «تفسير القرطبيِّ» (٣/ ٢١٤)، وما بعدها، و «حاشية الدُّسوقي» (١/ ٢٨٩)، و «كِفايةُ الطالبِ» (٢/ ٥٢٣)، و «الشرح الصغير» (١/ ٢٢٨).
(٣) «المغني» (٢/ ٢٣٦، ٢٤٣)، و «الإفصاح» (١/ ١٩٢)، و «فتح الباري» لابن رجب (٧/ ١٥٤)، و «سنن الترمذي» (٢/ ٢٥٦)، و «منار السبيل» (١/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>