وألفاظُ الرَّجعةِ الصَّريحةُ عندَ الشافِعيةِ تَحصلُ ب:«راجَعْتُكِ، ورجَعْتُكِ، وارتَجعْتُكِ»، وهذهِ الثلاثةُ صريحةٌ؛ لشُيوعِها ووُرودِ الأخبارِ بها؛ لقَولِ النبيِّ ﷺ:«مُرْهُ فليُراجِعْها»، ولا خلافَ في هذهِ الألفاظِ إذا وصَلَها باسمِ المَرأةِ أو ضَميرِها أو أشارَ إليها، ولا يَكفي مجرَّدُ «راجَعْتُ، أو ارتَجعْتُ» أو نحوُ ذلكَ؛ بَلْ لا بدَّ مِنْ إضافةِ ذلكَ إلى مُظهَرٍ ك:«راجَعْتُ فُلانةَ» أو مُضمَرٍ ك: «راجَعتُكِ» أو مُشارٍ إليهِ ك: «راجَعْتُ هذهِ».
ويلحَقُ بها ما اشتُقَّ مِنْ لَفظِها كقَولِه:«أنتِ مُراجَعةٌ، أو مُرتجَعةٌ، أو مُسترجَعةٌ» أو نحوُ ذلكَ.
وتَحصلُ الرجعةُ بمَعنى هذه الألفاظِ وما بعدَها مِنْ سائرِ اللُّغاتِ، سواءٌ أعَرَفَ العَربيةَ أم لا، وسواءٌ أضافَ إليهِ أو إلى نكاحِه كقولِه:«إليَّ، أو إلى نكاحِي» أم لا، لكنَّه يُستحبُّ.
والأصحُّ أنَّ الردَّ والإمساكَ ك:«ردَدْتُكِ، أو أمسَكْتُكِ» وفي لُغةٍ قليلةٍ: «مسَكْتُكِ» صريحانِ في الرجعةِ أيضًا؛ لوُرودِهما في القُرآنِ، قالَ تعالَى: ﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ [البقرة: ٢٢٨] أي: في العدَّةِ، ﴿إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا﴾ [البقرة: ٢٢٨] أي: رَجعةً، وقالَ تعالَى: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾ [البقرة: ٢٣١].