للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - عن أَبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ أنَّه دخلَ على النَّبيِّ قالَ: «فَرَأَيتُه يُصلِّي على حَصِيرٍ يَسجُدُ عليه» (١).

قالَ النَّوويُّ : فيهِ دَليلٌ على جَوازِ الصَّلاةِ على شَيءٍ يَحولُ بينَهُ وبينَ الأرضِ مِنْ ثَوبٍ وحَصيرٍ وصُوفٍ وشَعرٍ وغيرِ ذلك، وسَواءٌ نَبَتَ مِنْ الأرضِ أو لا، وهذا مَذهبُنَا ومَذهبُ الجُمهورِ، وقالَ القاضِي : أمَّا ما نَبَتَ مِنْ الأرضِ فلا كَراهةَ فيهِ، وأمَّا البُسُطُ واللُّبودُ وغيرِها ممَّا ليس مِنْ نَباتِ الأرضِ فتَصحُّ الصَّلاةُ فيهِ بالإجمَاعِ، لكنَّ الأرضَ أفضَلُ منهُ إلَّا لِحاجةِ حَرٍّ أو بَردٍ أو نحوِهِما؛ لأنَّ الصَّلاةَ سِرُّهَا التَّواضُعُ والخُضُوعُ، واللهُ تَعالَى أعلَمُ (٢).

٤ - عن عائِشةَ أنَّ النَّبيَّ : «كانَ لهُ حَصِيرٌ يَبسُطُهُ بِالنَّهَارِ وَيَحتَجِرُه بِاللَّيلِ» (٣).

وذَكرَهُ الحافِظُ في الفَتحِ بلَفظِ: «كانَ له حَصِيرٌ يَبسُطُهُ وَيُصلِّي عليه»، ولَعلَّهُ ذكرَهُ بالمعنَى، أو أنَّه رِوايةٌ لِلبُخاريِّ.

٥ - وعنهَا قالَت: «كانَ رَسولُ اللهِ يُصلِّي وأنا مُعتَرِضَةٌ بينَهُ وَبينَ القِبلَةِ على الفِرَاشِ الذي يَرقُد عليه هو وَأَهلُه، فإذا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيقَظَنِي فَأَوتَرتُ» (٤).

وكانَ هذا الفِراشُ مِنْ أَدَمٍ حَشوُهُ لِيفٌ.


(١) رواه مُسلِم (٥١٩، ٦٦١).
(٢) «شرح مُسلِم» (٤/ ٢١١).
(٣) رواه البُخاري (٦٩٧).
(٤) رواه البُخاري (٣٨٤)، ومُسلِم (٥١٢)، وأحمد (٦/ ٢٣١)، واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>