أحقُّ بهَا»، على أنَّه مُنقطِعٌ، وكذلكَ ما ذكَرَه البَيهَقيُّ وغَيرُه عنِ ابنِ عبَّاسٍ في رَجلٍ قالَ لامرَأتِه:«هيَ طالِقٌ إلى سَنةٍ» قالَ: «يَستَمتِعُ بها إلى سَنةٍ» ومِن هذا قَولُ أبي ذَرٍّ لامرَأتِه وقَد أَلحَّتْ عَليهِ في سُؤالِه عَنْ لَيلةِ القَدرِ فقالَ: إنْ عُدتِ سَألْتِني فأنتِ طالِقٌ.
وهَهُنا نُكتةٌ لَطيفةٌ يَحسُنُ التَّنبيهُ عليها، وهيَ أنَّ أبا ذَرٍّ سَألَ النَّبيَّ ﷺ عَنْ لَيلةِ القَدرِ وألَحَّ عليهِ، حَتَّى قالَ لهُ النَّبيُّ ﷺ في آخِرِ مَسألتِه:«التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ ولا تَسألْنِي عن شيءٍ بعْدَ هذا»، ثمَّ حدَّثَ النَّبيَّ ﷺ وحدَّثَ قالَ: فاهتَبلْتُ غَفلَتَهُ فقُلتُ: أقسَمْتُ عليكَ يا رَسولَ اللهِ بحَقِّي عليكَ لتُحدِّثنِّي في أيِّ العَشرِ هيَ، قالَ: فغَضبَ عَليَّ غضَبًا ما غَضِبَ عَليَّ مِنْ قَبلُ ولا مِنْ بَعدُ، ثمَّ قالَ: التَمِسوهَا في السَّبعِ الأواخِرِ ولا تَسأَلني عَنْ شيءٍ بَعدُ» ذكَرُه النَّسائيُّ والبَيهقيُّ، فأصابَ أبا ذَرٍّ مِنِ امرَأتِه وإلحاحِها عليهِ ما أَوجَبَ غَضَبَه وقالَ: إنْ عُدتِ سَألْتِني فأنتِ طالِقٌ.
فهذِه جَميعُ الآثارِ المَحفوظَةِ عَنِ الصَّحابةِ في وُقوعِ الطَّلاقِ المُعلَّقِ.
وأمَّا الآثارُ عنهُم في خِلافِه فصَحَّ عَنْ عائِشةَ وابنِ عبَّاسٍ وحَفصةَ وأمِّ سلَمةَ فيمَن حَلفَتْ بأنَّ كُلَّ مَملوكٍ لها حرٌّ إنْ لَم تُفرِّقْ بيْنَ عَبدِها وبيْنَ امرَأتِه؛ أنَّها تُكفِّرُ عن يَمينِها ولا تُفرِّقُ بَيْنَهُما … (١).