للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَنبغِي في الحالَينِ أنَّا لا نَرجعُ لدَعوى خِلافِ ذلكَ، وفيما قالَهُ نَظرٌ، لأنَّ اللَّحنَ لا يُؤثِّرُ في الوُقوعِ وعَدمِه (١).

وقالَ الحَنابلةُ: لو قالَ: «أردتُ أنْ أقولَ: طَلبْتُكِ، فسبَقَ لساني فقُلتُ: طَلَّقتُكِ» ونحو ذلكَ، أو قالَ: «أَطْلَقتُكِ، فسبَقَ لسانُه فقالَ: طَلَّقْتُكِ» أو ادَّعى أنَّهُ أرادَ أنْ يَقولَ: «طاهِرٌ» فسبَقَ لِسانُه فقالَ: «طالِقٌ»، أو ادَّعَى أنَّهُ أرادَ بقولِه: «أنتِ مُطلَّقةٌ» مِنْ زَوجٍ كانَ قَبْلَه لم تَطلُقْ فيما بَينَه وبيْنَ اللهِ تعالَى؛ لأنَّهُ أعلَمُ بنيَّتِه، ولَم يُقبلْ ذلكَ منهُ في الحُكمِ؛ لأنَّهُ خِلافُ ما يَقتضِيهِ الظَّاهِرُ عُرفًا، إذْ يَبعدُ إرادةُ ذلكَ.

وكذا الحُكمُ لو قالَ لها: «أنتِ طالِقٌ، وقالَ: أردتُ إنْ قُمتِ، فتَركْتُ الشَّرطَ ولم أُرِدْ طلاقًا»، أو قالَ: «أنتِ طالِقٌ إن قُمتِ، وقالَ: أردتُ وقَعدْت فتَركْتُه ولم أُرِدْ طلاقًا» فيُدَيَّنُ ولا يُقبلُ حُكمًا (٢).

وقالَ الإمامُ ابنُ قُدامةَ : أو قالَ: «أردتُ أنْ أقولَ: طَلبْتُكِ فسبَقَ لِسانِي فقُلتُ: طَلَّقتُكِ» ونحو ذلكَ دُيِّنَ فيما بينَه وبيْنَ اللهِ تعالَى، فمَتى عَلمَ مِنْ نَفسِه ذلكَ لم يَقعْ عليهِ فيما بيْنَه وبيْنَ ربِّهِ.

قالَ أبو بكرٍ: لا خِلافَ عَنْ أبي عبدِ اللهِ أنَّه إذا أرادَ أنْ يقولَ لزَوجتِهِ:


(١) «أسنى المطالب» (٣/ ٢٨٠، ٢٨١).
(٢) «إعلام الموقعين» (٤/ ٤١)، و «المبدع» (٧/ ٢٧٠)، و «الإنصاف» (٨/ ٤٦٥، ٤٦٦)، و «كشاف القناع» (٥/ ٢٨٣)، و «شرح منتهى الإرادات» (٥/ ٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>