للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

معلومةً، ونجعله لنا أيامًا معلومةُ، ونسدّ كُوائنا في أيامكم، وتسدّون كُوائكم في أيامنا؟.

قال: ليس لهم ذلك، ويترك الكُوَى والماء والنهر على حاله الأولى كما كان بينهم قبل اليوم، لا يحدثون شيئًا فيه؛ وذلك لأنّ أصحاب العلو ثبت حقّهم في الماء على ما هم عليه لتقدّم أرضهم، فلم يكن لأصحاب السفل منعهم منه وإن قلّ انتفاعهم، كما لو كان لصاحب العلو نصيبٌ كثيرٌ، ولصاحب السفل نصيبٌ قليلٌ، لم يجز لأحدهما أن [يساوي] (١) الآخر.

قال: وسألت أبا يوسف عن نهرٍ يأخذ من هذا النهر الأعظم بين قومٍ خافوا أن ينبثق، فأرادوا أن يحصنُوه من ذلك، فقال بعضهم: أدخل معكم في ذاك، وقال بعضهم: لا أدخل؟

قال: إن كان هذا ضررًا عامًا، أجبرتهم جميعًا على أن يحصنوه بالحصص، وإن لم يكن فيه ضررٌ عامٌ، لم أجبرهم عليه، وأمرت كل إنسان منهم أن يُحصّن نصيب نفسه؛ وذلك لأنّه إذا عمّ الضرر لم يؤمن أن يبطل الانتفاع بالنهر، ونفقة النهر التي لا يُستغنى عنها يُجبَر عليها الشركاء، [فأجبرهم عليها لإزالة الضرر عن جماعتهم]، وإذا لم يعمّ الضرر، فالانتفاع ممكنٌ بالنهر، ولا يُجَبر واحدٌ منهم على ما يزيد به الانتفاع، وإن أراد أن يحصن ما يخصّه (٢) فله ذلك.

قال: وسألت أبا يوسف عن رجلٍ اتخذ في أرضٍ له رحىً على هذا النهر الأعظم الذي للعامة، مفتحه في أرضه ومسيله في أرضه لا يضرّ بأحدٍ، وأراد


(١) في أ (يبتدئ في)، والمثبت من ب.
(٢) في ب (بالحصة).

<<  <  ج: ص:  >  >>